لبنان الوطن… على “إجر ونص”!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

في عودة إلى الذاكرة لكن ليس بعيداً جداً، ثمّة فريق سياسي ما رفع شعار “على إجر ونص” أي معادلة وطنية في مواجهة عدوّنا المشترك… كما وعد اللبنانيين! لكننا لم ندرك ابداً أن للمعادلة مردوداً عكسياً، ارتدّ علينا وعلى البلاد ليصبح لبنان على “إجر ونص” في مواجهة الفقر والجوع منتظراً الحلحلة الإقليمية والشفقة الدولية.

وفي اليومين الماضيين، شهدت البلاد احتجاجات شعبية وقطع طرقات تنديداً بالوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشه اللبنانيون نتيجة تقاعس الحكومة الحالية، المتوقفة عن العمل، عن القيام بواجباتها تجاه الناس وإيجاد حلول للأزمات المتكررة، لا بل هي تصنع أزمات إضافية للقضاء ربما على ما تبقى من أنفاس للبنانيين… مما يجعل الجميع يقول “جدوا حلاً بربكم أيها الاقوياء”!

منذ دخول عون الى القصر الجمهوري وداعميه وحلفائه إلى السلطة من خلال اكثريتهم النيابية، سرعان ما فقدوا شرعيتهم الشعبية بعد أحداث تشرين. وامتاز هذا “الحكم” بالقوة… العهد القوي… الصهر القوي… حليف “مار مخايل” القوي… فمن شدة القوة انفجر العهد وانهار على رؤوس اللبنانيين الذين لا ذنب لهم. فمنذ ذلك الوقت تدور البلاد في حلقةٍ مفرغة من المشاكل والأزمات من دون أي بديل أو حل يخرج اللبنانيين من أزماتهم… لتكشف صورة قاتمة عن لبنان!

فما الذي تريدونه؟! لا تريدون حكومة، ولا مجلس نواب، ولا انتخابات، ولا قضاء، ولا حياة، ولا شعب… بربكم أخبرونا وصارحوا اللبنانيين ما هي أفكاركم ومشاريعكم السياسية بشكل واضح لأن اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بكم، واذا كنتم غير قادرين على اجتراح الحلول بكل بساطة، تنحَوا عن السلطة!

إننا نئنُ من شدة المشكلات والبطالة والغلاء والعوز والمرض من دون دواء… رديتمونا الى واقعٍ أسوأ من الثمانينيات والحرب. فأين إصلاحكم وتغييركم؟!

وحتى لا يطول الكلام، خلاصة الكلام، العالم سمع صرخاتنا وأنتم لم تسمعوها! لن نتحدث عن الأحداث التي مرت ولا عن آمال التي خابت في لبنان… إن الأزمة هي أزمة “حكم”، لذا نتمنى عليك أيها الحاكم الفعلي ان تنصف جمهورك قبل إنصاف اللبنانيين، وأن تجد حلاً لازمتنا. ليس هناك أي حصار اقتصادي، وليس هناك أي مؤامرات، فنحن لسنا على جدول أعمال الخارج ولسنا على طاولات النقاش وأنتم تعلمون ذلك… حتى العدو يكتفي بمشاهدتنا نموت ببطء… فماذا أنتم فاعلون؟!

شارك المقال