بين السلمان والرجب أين سنّة لبنان؟

حسين زياد منصور

لطالما وقفت المملكة العربية السعودية إلى جانب اللبنانيين في مختلف المحن، فكانت هي العراب لوقف الاقتتال الداخلي من خلال اتفاق الطائف، ولعبت دوراً في إعادة الاعمار في مختلف المناطق اللبنانية، فضلاً عن الهبات والمنح التي عززت الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان لفترة زمنية، والودائع الضخمة في المصارف اللبنانية.

وعلى الرغم من دعمها للبنانيين كافة ومن دون تفرقة إلا أن سنة لبنان يعتبرون من حصة السعودية، في ظل رعاية الغرب للمسيحيين وإيران للشيعة. واليوم في خضم تأزم العلاقات بين لبنان والخليج العربي وبشكل خاص المملكة العربية السعودية وانكفائها بشكل موقت، كان السنة ضحية نتاج هذه الخلافات. هذا الانسحاب السعودي الموقت من لبنان، تلاه تودد تركي من أجل تقوية نفوذه وتعزيز مصالحه ودوره في البلاد لخدمة أجنداته، وتقديم نفسه كعراب للسنة في لبنان.

واستغلالاً للوضع المعيشي والاقتصادي الصعب وغياب الدعم العربي والخليجي في الوقت الراهن، سارعت أنقرة عبر أذرعها المحلية والشخصيات الإسلامية التي احتضنتها في الشمال بعد تراجع الاهتمام السعودي بها، الى تقديم بعض المساعدات الخيرية والإنسانية، وبشكل خاص للسنة سعياً منها لاختراقهم من خلال تقديم النموذج التركي كنموذج إسلامي شرعي، وأهميته في تحقيق التوازن بين الطوائف والمذاهب في لبنان.

عمل الأتراك على تقوية نفوذهم في الشمال من خلال مشاريع الجمعيات الإسلامية وإصلاح الأبنية، فضلاً عن ترميم المباني القديمة المرتبطة بالعثمانيين، فشكل الشمال اللبناني أرضاً خصبة للأتراك ونقطة انطلاق وتوسع الى باقي لبنان.

إنّ الرئيس رجب طيب إردوغان يسعى لتعزيز موقع بلاده كإحدى القوى الإقليميّة الكبرى، والاندفاع تجاه لبنان والاستثمار فيه جراء الانكفاء السعودي له دلالات كثيرة لعل أبرزها سعيه للتفوق على المملكة العربية السعودية لقيادة العالم الإسلامي السني، وتنصيب نفسه راعياً للسنة.

تراهن أنقرة اليوم على تراجع الدعم العربي والخليجي للبنان لخدمة مصالحها، لكن أسئلة كثيرة تطرح حول أولوية المصالح التركية في لبنان.

هل سيكون لبنان جزءاً من مشروع التوسع التركي في المنطقة خصوصاً بعد احكام السيطرة على بعض مناطق الشمال السوري؟ أم أن هذا الدعم مجرد تحقيق لمكاسب سياسيّة لملء الفراغ في الساحة السنيّة؟

شارك المقال