كرة الدوحة وحّدتنا!

حسين زياد منصور

لطالما اضطلعت قطر بدور الوسيط في الكثير من النزاعات الإقليمية والدولية، وجمعت على أراضيها متخاصمين ومتنازعين بهدف الصلح، واليوم جمع القطريون العرب تحت خيمتهم في مسابقة كأس العرب بحضور الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي منح البطولة بركته الرسمية.

“أهلًا بجميع العرب في دوحة العرب”، هذه العبارة جاءت في الكلمة الافتتاحية لأمير قطر تميم بن حمد، فمظاهر الفرح والسعادة والإعجاب التي تجلت خلال حفل الافتتاح، هي نتاج بعض التفاهمات وحلحلة بعض العقد السياسية بين الدول العربية في ما بينها، خصوصا العلاقات بين قطر والسعودية والإمارات ومصر، فتجلى ذلك بعزف النشيد الوطني المصري مباشرة خلف النشيد القطري.

توقفت كأس العرب بعد النسخة التي نظمتها المملكة العربية السعودية عام 2012، وذلك بسبب خلافات سياسية وعسكرية نتيجة ما يعرف بالربيع العربي. ولنفس الأسباب السياسية توقفت البطولة عدة مرات، فخلال 58 عاما أقيمت هذه المسابقة 9 مرات فقط.

افتتح لبنان هذه البطولة العريقة بحضور ٥ منتخبات عام ١٩٦٣، وفي عام ١٩٦٤ نظمتها الكويت، وبعد سنتين استضافتها جارتها العراق (١٩٦٦)، وعلى الرغم من انطلاق التصفيات الأولية لنسخة عام ١٩٨٢ إلا أنها توقفت، حتى أحيتها المملكة العربية السعودية عام ١٩٨٥. وبعد ٣ سنوات، احتضنت المملكة الأردنية النسخة الخامسة عام ١٩٨٨ وسوريا عام ١٩٩٢، لتستضيف قطر النسخة السابعة عام ١٩٩٨، وفي عام ٢٠٠٢ استضافت دولة الكويت البطولة. وفي عام ٢٠٠٩ كان من المفترض إقامة نسخة، لكن ألغيت اثناء التصفيات لعدم وجود راعٍ وممول.

توقفت هذه البطولة عدة مرات بسبب الخلافات السياسية بين الأشقاء العرب، تارة بسبب سياسات الدول في ما بينها وآخرها كان بسبب الربيع العربي، وتارة أخرى بسبب المواقف والعلاقات الدولية.

أُطلقت هذه البطولة بعد نمو الشعور القومي في البلاد العربية خلال ستينيات القرن الماضي وتمكنت في بعض الأحيان من جمع العرب، وعلى الرغم من التوقف في بعض الأحيان إلا أنهم عادوا واجتمعوا، ولعل احتضان الدوحة لهذا العرس العربي يكون بادرة لعودة العرب وتوحدهم مرة أخرى.

بعد نجاح الدوحة في توحيد الصف العربي تحت راية كأس العرب، هل ستتمكن من جمعهم تحت كلمة واحدة وهدف واحد كي يصبحوا مؤثرين خدمة لمصالحهم؟!

شارك المقال