الدولار يتقدم والحكومة تتأخر

حسين زياد منصور

يبدو أن المنخفض الجوي الآتي له تأثير عكسي على كل ما يجري من احداث على الساحة اللبنانية، فالدولار يواصل تحليقه بسرعة تجاوزت الألف ليرة في اليوم، وبذلك سجلت الليرة اللبنانية رقماً قياسياً جديداً في الانهيار الاقتصادي المتسارع.

أما مجلس الأخوة الأعداء فلم يتأثر بالمنخفض الجوي لا إيجاباً ولا سلباً فالجمود المسيطر أقوى من أي عاصفة جوية، والنجيب غير قادر على دعوة حكومته إلى جلسة واحدة في ظل تضارب الآراء بين الاخوة، ولعل أبرز نقاط الخلاف مسار التحقيق في جريمة المرفأ.

وعلى الرغم من مناشدات الرئيسين عون وميقاتي ضرورة عودة مجلس الوزراء للانعقاد إلا أن المعطلين غير مبالين بكل التمنيات والدعوات الرئاسية في ظل تحذيرات دولية هامة مرتبطة بالقطاع الاقتصادي والمالي والنقدي حول تأزم الوضع في لبنان بشكل سريع وخطير. فحكومة “معاً للإنقاذ” لا تزال حبراً على ورق منذ ولادتها بفضل الازمات المتلاحقة التي تعصف بها بدءاً من أزمة تحقيقات انفجار المرفأ واحداث الطيونة عين الرمانة مروراً بالأزمة الخليجية حتى رفع الدعم عن المحروقات ثم أدوية الأمراض المزمنة.

كل هذه المصائب لم تتمكن الحكومة من إنقاذ لبنان من أي منها، حتى تصحيح العلاقات مع الاشقاء الخليجيين على الرغم من تقديم قرداحي استقالته من منصبه، لكنها لا تزال تحمل شعار “ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته”، أما رئيسها فيعتبر “الحكومة ماشية”، ويؤكد الوفاء بالتزام اجراء الإصلاحات.

الى اين نحن مقبلون في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وانخفاض منسوب التفاهم بين الوزراء؟

شارك المقال