وداعاً للـ”بوش دو نويل” والأجبان في الأعياد…

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

من المعروف أن لعيد الميلاد طقوسا واحتفالات وأنواع معينة من الطعام، ومشروبات وأطباق خاصة. وكان اللبناني يتفنّن في تحضير سفرة ليلة الميلاد ويخترع عشاء آخر قبله وقبل رأس السنة ليفرح ويقضي الأوقات الممتعة.

أما هذه السنة فكل شيء مختلف. فمع الأزمة الاقتصادية الخانقة تغيرت طقوس وألغت أعيادا وحرمت الجميع الفرحة وأصبح اللبناني يستغني عن رفاهيات ليضع مقابلها أولويات بالكاد يستطيع تأمينها.

بنظرة سريعة الى أسعار السلع الغذائية فقد أصبحت نارية. ولتحضير طبق الأجبان الذي كان يزيّن به اللَبناني سفرته ويتفنّن بإغنائه بكافة أنواع الجبنة، أصبح اليوم بحاجة “مينيموم” لمليون ليرة ليضع هذا الصحن على الطاولة.

أمّا اللحّم والراكليت فحدّث ولا حرج. فمع جنون سعر اللّحم أصبح أيضاً من الأطباق المُستبعدة في عشاء ليلة الميلاد ورأس السنة.

للحلويات أيضاً نكهة خاصة في الأعياد. بعد كل عشاء، كان اللبناني يزيّن طاولته بكافة أنواع الحلوى وخصوصاً الـ”بوش دي نويل” التي ينتظرها بفارغ الصبر في هذا العيد. فأسعارها أيضاً أصبحت مرتفعة جداً وبحدود الـ ٥٠٠ ألف ليرة لبنانية.

اذاً أصبح عشاء البيت في ليلة الميلاد ورأس السّنة يُكلَف المواطن راتبه بالكامل وربما تعدّى هذا الرّاتب. وتقول السيدة زينة وهي ربّة منزل أنّها “تخلّت عن الكثير من الأطباق منها المأكولات البحرية، والسوشي، وتحاول أن تفكر بعشاء يجمع أولادها الصغار ولا يُكلّف كثيراً. عدا عن الهدايا التي بالكاد استطعنا تأمين تكاليفها. شو منعمل؟ الأطفال لن يتفهّموا أن رواتبنا أصبحت بلا قيمة”.

اللّبناني أصبح جسداً يعيش فقط لتأمين لقمة عيشه. في جميع البلدان العائلات تشتري الآن ما تريد وتعيش أجواء ميلادية واحتفالية، أما هنا في لبنان… فلا شيء.

شارك المقال