كُل شيءٍ تغيّر… إلا الخطاب السياسي!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

على الرغم من الأوضاع المأساوية التي نعيشها، ما زلنا نُشاهد الخطابات السياسية الهجومية الحادة التي لا تترك للصلح مكاناً، غير آبهة بالويلات التي عصفت بالشعب اللبناني الذي أصبح بمعظمه يئنُ من شدة الأزمة.

فلماذا يكابر هؤلاء؟!… لتحصيل الطعام للفقير… أو الدواء للمريض… أو الحرية للمظلوم… أو السجن للعميل… أو الوظائف للشباب… طبعا لا، فهؤلاء لا يهمهم إلا دورهم “العظيم” الذي يعطيهم قوة أكثر.

فما المقصود حالياً من الكلام التصعيدي لما يسمى بحلفاء “التفاهم”؟

أمرٌ عجيب، يحكمون البلاد وحدهم ويقررون مصيرها، لكنهم غير متفقين على الطريقة والأسلوب الذي يعتمدونه.

التيار الحاكم، كل همه ان ينتقم من الطائف ورموزه، وبأي ثمن، وأن يكون رئيسه رئيساً للبلاد، خلفاً لعمه. أما الآخر، حزب سياسي وعسكري كبير، ضائع في مواقفه بين الداخل والخارج، اليوم يُهدّئ وغداً يُصعّد، وكل ذلك حسب الرياح الشرقيّة.

هم متفقون على إطلاق المواقف التصعيدية في ظل الوضع اللبناني الحالي لتدمير ما تبقى من دولة وعلاقات خارجية، في وقت يطالب اللبنانيون الدولة بالتحرك لحل قضاياهم الحياتية والاجتماعية، و”هؤلاء” هم من يعيقون مساعيها ومحاولاتها لإعادة العلاقات الاقتصادية المنتجة مع الدول الشقيقة، بغرض تصفية حسابات إقليمية. فلا شك أننا مع هكذا طبقة سياسية حاكمة سنكون حتماً أمام انهيار كامل، ومعها تنهار “قارات” وليس بلداناً…

لكن صمت بعض الحلفاء والخصوم عن تصرف “هؤلاء” غير المسؤول، ما هو إلا دليل على أن الجميع حجارة شطرنج في لعبة كبيرة تُرسم للبنان والمنطقة…

وكل ذلك لا يهم اللبنانيين لأنهم يتساءلون “متى ستنتهي اللعبة أو كيف ستنتهي؟!”

والسؤال الذي يطرحه الجميع “إلى متى هذا التجاهل للواقع اللبناني “المحلي” من قبل هؤلاء؟!… وحتى أنهم لا يتطرقون الى قضية واحدة من قضايا الشعب اللبناني، فهل يرون مأساة هذا الشعب؟ أو يكتفون بتحصيل حقوق الشعوب في الخارج، ولا مكان للبنان على خريطتهم؟!

شارك المقال