ليس مفاجئًا ما تعرضت له الإعلامية داليا أحمد من تنمر على يد بيئة جمهور “حزب الله”، فهذه البيئة لطالما كانت عدوّة كل ما يختلف عنها، سواء كان هذا الاختلاف سياسيًا، دينيًا، عقائديًا، ثقافيًا، أو حتى عرقيًا. هذه البيئة لطالما نجحت في تحويل الاختلاف الى خلاف، وهي في أحسن الأحوال تحاول أن تتقبله لا أن تقبله.
لا يفيد الحديث عن الحريات العامة وحرية التعبير أمام هذا الجمهور، ولا هو مجدٍ أيضا تذكير بعض المتنمرين المنتمين لهذه البيئة، الذين تركوا كل الردود المقبولة أخلاقيًا وإنسانيًا جانبًا واختاروا الاستهزاء بلون بشرتها، بنضال البشرية الطويل مع نظام الفصل العنصري، فلا تضحيات مهاتما غاندي ولا ديزموند توتو ولا مارتن لوثر كينغ تعني شيئًا بالنسبة لهم.
ماذا عن تعاليم الإسلام في نبذ العنصرية؟ هل تناساها أفراد هذه البيئة أيضًا؟ أولم يكن النبي محمد ﷺ أول من دعا الى نبذها في قوله: “ليس لعربي فضل على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلاّ بالتقوى”، وقوله (ﷺ) أيضا: “ليس منا من دعا إلى العصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية”؟
أوليس اختلاف اللون والعرق من سُنَن الخلق، وقد جاء في القرآن الكريم: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”.
هي عينها العنصرية التي استخدمها زعيم هذه البيئة وأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله لمهاجمة نظام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إبان مقتل رجل ببشرة سمراء على يد أحد أفراد الشرطة الأميركية في ولاية شيكاغو، استخدمها جمهوره أمس للرد على “تعرّض” إعلامية له، بعد أن شملته مع زعماء آخرين ووصفتهم بالتماسيح.
حينها، اعتبر نصرالله أن “ترامب كشف الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية البشعة والظالمة والعنصرية ونشكره على ذلك”، فماذا كشفت إذًا عنصرية هذه البيئة في ردودها؟