المصاري لم تعد “تابو”!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع اشتداد الأزمات في لبنان وتحديداً الاقتصادية، أصبح اللبنانيّ مجبراً على تغيير نمط حياته.

منهم من تخلّى عن الكثير ولم يبقَ له الّا القليل القليل، ومنهم من تخلّى عن القليل وأعاد تصنيف أولويّاته محافظاً على نسبة قليلة من الرفاهية.

لطالما كان اللبنانيّ من الأشخاص الأكثر صرفاً للمال ومحباً للحياة، فكان شعار الكثيرين في لبنان “‘تديّن لتتزيّن”. يصرفون أكثر من طاقتهم، يُسافرون، يشترون أفخم الثياب والماركات الّتي تفوق قدرتهم الشرائية، لكن كان هذا يُشكّل سعادة لهم.

كان الحديث عن المال والصرّف من المحرمات، فكان يستحي اللبناني أن يرفض مثلاً الذهاب الى سهرةٍ لأنّه لا يملك المال الكافي، بل من الممكن أن يستدين المال لكي يذهب.

أمّا اليوم فاختلف كل شيء. أصبح الحديث عن المال والتكاليف والقدرة الشرائية موضوعاً عاديّاً يتناقله الجميع. لم يعد “تابو”.

فأصبحت الـ”لا يمكنني القدوم” مصحوبةً بـ”لا أريد أن أصرف هذا المبلغ”. لا أريد أن أسافر لأنّني أُفضّل أن أصرف هذا المال على أقساط أولادي المدرسيّة. لا أريدُ أن أشتري سيارة او هاتفا جديدا لأنّني أُفضّل أن أصرف هذا المال على تكاليف المنزل الشهرية.

أصبح الكلام بهذه الصيغة مقبولا جدا، ولا يعني أنّ هذا الشخص بخيل أو لا يملك المال أو وقح.

يقول مصطفى (٢٦ عاماً) أنّ الأحاديث بين الشباب اختلفت: “اليوم قبل أن نخرج الى مكانٍ ما نتصفّح قائمة الطّعام لكي نرى الأسعار ان كانت مقبولة، هذا الشيء لم يكن موجوداً قبل ولم نفكر به يوماً، حتّى أنّنا أصبحنا نتكلّم عن المال أكثر، مثلاً في بعض الأوقات لا نخرج كلّنا مع بعض نظراً لوجود أشخاص لا يملكون المال الكافي لهذا المشروع فيكتفون بالقول أنّهم لا يريدون أن يخرجوا لعدم توفّر المال الكافي وهذا أصبح أمراً عادياً جدّا”. ويضيف: “اليوم شراء الماركات الأصلية للثياب أصبح مكلفاً جدا أيضاً، فأصبحنا نشتري ماركات تقليد او من محلّات عادية وهذا الأمر أيضاً لم يكن موجودا في الماضي، وكنّا نستحي أن نقول أن هذا الحذاء غير أصلي، أمّا اليوم فأصبح الموضوع عاديا”.

شارك المقال