الحرب الروسية – الأوكرانية… قنابل صوتية لا أكثر

حسين زياد منصور

صحيح أن التوتر الروسي – الأوكراني عاد وتصدر المشهد العالمي منذ أشهر، الا أن الصراع ليس وليد هذه اللحظات، بل تعود جذوره إلى سنوات…

واليوم في ظل التهديد الروسي بغزو الأراضي الأوكرانية، السؤال المنطقي المطروح: هل روسيا ستدخل كييف عسكرياً، أم أن الرئيس فلاديمير بوتين ينشر الرعب والذعر فقط ويستجدي عواطف الروس؟.

العداء للأميركيين وحلفائهم، ومحاربتهم إعلامياً من خلال المواقف والبيانات، هذه وسيلة القادة العرب لكسب تعاطف الجماهير، وعلى هذا المنوال لعب الرئيس بوتين لكسب تعاطف الجماهير الروسية في ظل بعض التشنجات الداخلية والخارجية، على أن الانتشار العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية هو لتحفيز وتحميس الشعب الروسي لضرورات الأمن القومي.

صحيح أن القوة العسكرية الروسية تفوق نظيرتها الأوكرانية بأضعاف ان كان من ناحية القوات الجاهزة للقتال أو حتى التجهيزات العسكرية من طائرات ودبابات وعربات مصفحة، الا أن غزو أوكرانيا لن يكون نزهة تقوم بها روسيا على حدودها مع أوروبا خصوصاً بوجود قوات حلف الناتو، فهذه الحرب لن تستنزف الخزينة الروسية فحسب، بل ستشتّت الدعم الروسي للحكام الموالين لها في بعض الدول المجاورة مثل كازاخستان. ثم لمن ستترك روسيا ضبط حدودها الشاسعة؟ من دون نسيان تدخلها العسكري في عدد من البلدان ومنها الحرب السورية.

من ناحية أخرى لا توجد فائدة اقتصادية تعود للروس في احتلال أوكرانيا، فهي لم تعد كما كانت في القرون الماضية مصدراً للموارد الطبيعية وخصوصاً القمح.

خلاصة الكلام ان الغزو الروسي لأوكرانيا غير منطقي، فإضافة الى كل ما تقدم لا يمكن إغفال الفائدة الكبيرة التي تجنيها روسيا جرّاء مد الأوروبيين بغازها، فإن وقعت الحرب لن يقف الأوروبيون الى جانب الروس ويعبّدون الطريق لبوتين للتوغل أكثر في أوروبا، والذي يضر في الوقت عينه بالمصالح الأميركية وقواعدها في القارة العجوز.

شارك المقال