حاء وباء حرفان لهما معنى كبير في حياة الانسان ”حُبْ”

سهى الدغيدي‎‎

اقترب عيد الحب المعروف بـ«عيد العشّاق»، ومن المسلمات أنه لا يمكن استمرار المجتمعات من دون الحب الذي يعتبر أساس الحياة ومحرّك الكون، ولا يمكن للإنسان أيضاً العيش بمعزل عن مشاعر الحبّ.

بالحب تكون الحياة، ويكون الإنجاز، ويكون الإبداع. لا يمكن العيش بلا حب، لا يستطيع الرجل في بيته أن يدير أسرته بغير الحب، ولا يمكن أن تستمر العلاقات بلا حب. الحب لين ورحمة وكرم وحسن تربية، وأفعال فاضلة وقلوب سعيدة، ورضا ومشاعر فياضة، ورد جميل، وبلسم الجراح، وسر حلاوة الدنيا، أحد مقومات أي نجاح، الحب، بالحب ترتبط مع الآخر. الحب مشاعر حية، يذيب الجليد، ويصهر الحديد، ويحتوي الرأس العنيد، الحب أوكسيجين الحياة. بالحب لا تشعر بغربة المكان، ولا بغربة الزمان، بالحب تعيش قرير العين بعيداً عن القلق، بالحب تشعر بالاكتفاء الذاتي، تكون العزلة لذيذة، والوحدة مشروعاً جميلاً. الحب فرح وطهر وضحكات بريئة، الحب سعادة حقيقية، سعادة أبدية، وجوه المحبين نقية وضمائرهم تقية وأهدافهم علية، متجددة، وأفعالهم سخية. بالحب تشرق الحياة وتنتعش الآمال وتتحقق الأهداف وتقطف الثمرات. الحب يورث الانسان قوة وهمة، والادارة راحة، ويعطي دفعة للعاملين نحو الانجاز والاتقان والجودة، إن الحب أصل عجيب.

وفي حين ركّز الأطباء على كميّة هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ «هرمون الحبّ» الذي يفرزه الجسم إثر لقاء العشّاق، درس علماء النفس وعلماء الإجتماع «الحب» على أنه حاجة ملحّة وأساسية لتوازن الانسان النفسي.

وحدد العالم النفساني ماسلو، الذي بنى هرم احتياجات الإنسان الأولية من طعام وشراب، حاجة الإنسان إلى الاحساس بالعاطفة والطمأنينة، أي الحاجة الى منح الحبّ وتلقّيه. واتفق المحللون النفسيون على أنّ «الحب احتياج قائم ومستقل تماماً عن الاحتياج الجنسي».

وعلى سبيل المثال نذكر المثل الصيني: «الرجل يحبّ من عينيه أمّا المرأة فتحبّ من أذنيها»، في إشارة الى أنّ الرجل يعشق المرأة الجميلة التي تهتمّ بأناقتها وتتقن تصرّفاتها وأقوالها، في حين أنّ المرأة تعشق مَن يغازلها وتحبّ سماع الكلام الجميل وكلمات المديح والحب والغرام.

لكن على الرغم من تضارب الأمثال الشعبية والدراسات، إلّا أنّه لا يمكن تفريق الحبّ بين الرجل والمرأة بشكل قاطع، خصوصاً أنّ أيّ دراسة لم تتوصّل الى نتيجة حاسمة في هذا الخصوص «فالحبّ يتعلّق بالإنسان وبمشاعره وتكوينه النفسي، ولذلك يصعب تحديده وتفريقه».

شارك المقال