الـ”thrift shop” موضة جديدة في لبنان

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها اللبناني، تغيّرت أمور كثيرة. اختلف نمط الحياة، وطريقة العيش وصرف المال.

اللبناني كان يصرف الأموال الطائلة على شراء الملابس من أفخم الماركات والمتاجر، أما اليوم ومع اشتداد الأزمة فقد تنازل عن الكثير لكنه لا يزال يحتفظ بـ “لبنانيته” التي تُحتّم عليه الظهور بأجمل ملابس وأحلى “لوك”.

في السابق، كانت محال “البالة” تستقطب الفقراء، أمّا اليوم فنحن أمام ظاهرة جديدة تُسمّى الـ”thrift shop” وهي بغالبيتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض ثياباً من ماركات مُستخدمة من قبل لكن بحالة جيّدة.

اللاّفت في الأمر أنّ الاقبال عليها كثيف خصوصاً عند الشّباب الذين باتوا لا يهتمون ان كانت هذه البضاعة مستعملة، والأهم أنها بحالة جيّدة وأسعارها أرخص بكثير من أسعار السوق.

وبنظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظنا أن هذه الصفحات منتشرة بكثرة، وأصبح اللبناني يستفيد من بيع ملابسه القديمة بسعر مقبول ليشتريها أحد غيره.

وتقول سيلين حداد، وهي شابة تملك صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للـ “thrift shop” إنّ هدفها الأول من انشاء هذه الصفحة كان تشجيع الشباب على هذه الفكرة ومحاولة إيجاد مخرج لهم في هذه الأزمة.

وتؤكد أن “الاقبال كثير جداً والزبائن من طبقات اجتماعية مختلفة، فهناك أشخاص ميسورون وآخرون غير ميسورين وجميعهم يجدون طلباتهم، متسائلة ما المشكلة اذا اشترينا حذاء أو ثياباً مُستخدمة من شخص لم يعد بحاجة اليها ولا تزال بوضع ممتاز؟”.

وتشير الى أن “الأسعار في المتاجر نارية ولم يعد باستطاعة الكثيرين تقريباً الذهاب اليها وشراء ما يريدون، موضحة أنها تراعي شروط السلامة الصحية والنظافة، فتقوم بغسل الثياب وكيّها لتسليمها الى الزبون في حالة جيدة”.

أما عن الزبائن فتؤكد لين شابة، أنّها لم تكن تفكّر يوماً في أن تشتري من هذه المحال ولم تكن الفكرة واردة، لكن اليوم ومع ارتفاع أسعار الثياب والأحذية أصبحت تشتري من هذه المحال، وتقول: “لا مشكلة في ارتداء ملابس أو حذاء بحالة جيّدة وتوفير المال. فمثلاً اذا أردت شراء حذاء رياضي من المحال التي كنت أشتري منها فسعره الآن يتعدّى الـ ١٠٠ دولار، في وقت يمكن أن أشتري حذاء مستخدماً وأصلياً بحالة جيدّة بنصف السعر”. وتشير الى أنّ “هذه الأزمة غيّرت الكثير في المواطن اللبناني الذي كان دائماً معتاداً على نمط حياة لن يستطيع عيشه بعد اليوم”.

ربما كانت هذه الأزمة خانقة ومُزعجة، لكّنها علّمت اللبناني دروساً كثيرة. بالطّبع، التّخلي عن الأساسيات والتّنازل عن الحقوق ليس هو المطلوب، لكنّ امكان تغيير نمط الحياة ليناسب الوضع المالي الحقيقي للمواطن هو الدرس الأهم.

شارك المقال