انتخابات أيار ٢٠٢٢: من سيقود السنّة؟

حسين زياد منصور

حالة إرباك وسيناريوات مجهولة سيعيشها سنّة لبنان خلال الانتخابات النيابية خصوصاً بعد تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركته في الحياة السياسية اللبنانية خوفاً وقلقاً من فراغ سياسي في قيادة الطائفة.

سواء أحببته أم لا، لكنه يمثّل نسبة كبيرة من أكبر طائفة في لبنان. فـ”الحريرية السياسية” ومنذ أواخر التسعينيات كانت الممثل الأكبر للسنّة في النيابة والحكومة.

اليوم، في ظل غياب أي بديل واضح يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركه الحريري وتيار “المستقبل” يبرز على الساحة السنّية العديد من الشخصيات التي تحلم بزعامة الطائفة من جهة، ومن جهة أخرى قد يشكل تنحي الحريري سقوط الأحادية القطبية للطائفة السنّية التي استمرت لعشرات السنوات.

على مدى السنوات الماضية ومنذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي تأثر المجتمع السنّي بأفكار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومبادئه، وبايعوا مشروعه العربي حتى انهيار الوحدة بين مصر وسوريا والنكسة عام ١٩٦٧ ووفاته في أيلول/سبتمبر ١٩٧٠. وبعد ذلك بسنوات، واثر تراجع المشروع القومي الناصري، جاءت الحرب الأهلية ووقف السنّة الى جانب الفلسطينيين حتى إخراجهم من بيروت ليتولى الجيش السوري وبعض الأحزاب اللبنانية مهمة تدمير التنظيم الأقوى على الساحة اللبنانية والذي شكل الدرع لسنّة لبنان في ذلك الوقت “حركة المرابطون”.

بعد كل هذه الأحداث والانتكاسات التي عاشتها الطائفة، وبين أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات صفحة جديدة في التاريخ اللبناني بدأت تكتب، خصوصاً مع صياغة اتفاق الطائف، والذي لعب فيه دوراً مهماً رجل الأعمال رفيق الحريري المدعوم عربياً وسعودياً بشكل خاص، والذي تزعّم الطائفة السنّية وتمكن من توحيد الكثير من الناس تحت رايته ومن مختلف الطوائف طوال فترة حكمه، وهي الفترة الذهبية للطائفة السنّية خصوصاً ولبنان عموماً لما تمتع به من مكانة رفيعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وبعد استشهاده عام ٢٠٠٥ حمل نجله سعد الراية وحاول متابعة ما بدأه والده حتى اعتكافه هذا العام.

تنحّي الحريري عن الواجهة الانتخابية في أيار المقبل يطرح تساؤلات كثيرة حول الوجوه السنّية الجديدة والقديمة التي تستعد لخوض المعركة الانتخابية.

من سيختار الشارع السنّي في ظل تعدد المرشحين والساعين الى تزعم الطائفة؟ أسماء كثيرة من بهاء الحريري الى نادي رؤساء الحكومات وجمعية “المشاريع” و”الجماعة الإسلامية”…

شارك المقال