الدولار الطالبي يهدد الدراسة في أوكرانيا

فراس خدّاج
فراس خدّاج

طالت معاناة الطلاب في الخارج وذويهم جراء عدم إقرار قانون الدولار الطالبي، بعد أن تركوا بلادهم في أصعب الظروف، ساعين وراء العلم واستكمال دراستهم بعيداً عن مشكلات الوطن اللامتناهية… ولكن برأي الكثيرين، أنه أمام حكم سياسي كهذا، من الصعب ايجاد حل لأي قضية، أو حتى إقرار قانون، في ظل العقد السياسية والانفصام غير المفهوم. وقد طال انتظار أهالي الطلاب لتحسين أوضاع أبنائهم خارج البلاد، عبر ضبط السعر المرجعي للدولار الطالبي لإرسال الأموال اليهم حتى لا تضيع عليهم جامعاتهم، كما يضيع كل شي في هذه البلاد ويُدمر نتيجة الكيدية السياسية.

وشهدنا في الأيام الماضية، فصلاً جديداً من فصول تشريع قانون الدولار الطالبي الذي ما لبث أن عاد الى الواجهة مجدداً بعد رد رئيس الجمهورية القانون الى المجلس النيابي، باعتبار أن فيه ثغرات دستورية وغير قانونية، وكل ذلك غير مفهوم بالنسبة الى الطلاب وذويهم.

ويقول أحد الطلاب اللبنانيين في كييف بأوكرانيا، حيث يدرس حالياً أكثر من 1200 طالب لبناني، وسط مؤشرات الى بوادر حرب مع روسيا: “لا نزال في حالة ترقب الأوضاع في البلاد، ونكمل دراستنا داخل الجامعة بشكل عادي، ونحن على تواصل دائم مع السفارة اللبنانية”.

أضاف: “كما أن الأزمة الأوكرانية – الروسية بدأت تترجم على الأرض من خلال الوضع الاقتصادي في البلاد، وانهيار العملة الوطنية الأوكرانية (الهريفنا)، مما يحول دون التمكن من سحب التحويلات بالدولار الأميركي، وهي العملة التي يتقاضاها الأوكرانيون، وخصوصاً أصحاب البيوت والمساكن الطلابية كبدلات إيجار”.

وعن حالات فصل طلاب لبنانيين في الجامعات الاوكرانية، قال: “أنا شخصياً لم أصادف مثل هذه الحالة، ولكن أسمع عن ذلك من أصدقاء لي أنهم شاهدوا بالفعل بعض الطلاب يستلمون إنذارات بالفصل، إذ أنه بحسب القانون في الجامعات الأوكرانية على الطالب أن يسدد مطلع العام الدراسي ما نسبته 60 في المئة من القسط، الأمر الذي أصبح صعباً جداً على معظم الطلاب اللبنانيين هناك”.

وتابع: “نحمّل المسؤولية للرئيس ميشال عون الذي رد قانون الدولار الطالبي لأسباب غير منطقية وبحجة مخالفة الدستور لناحية المساواة بين الطلاب، فهناك تهديدات واضحة لجهة الفصل الجدي للطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في الخارج، ويبدو أن لا رجعة فيها، وعلى الدولة اللبنانية أن تقوم بواجباتها بسرعة في هذا الخصوص”.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين نصحت في 14 شباط الحالي اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا بالمغادرة الطوعية السريعة إلى حين زوال التوتر وعودة الأمور الى طبيعتها.

ويعاني الطلاب اللبنانيون في أوكرانيا كإخوتهم في باقي دول العالم، من ارتفاع سعر الدولار وتوقف المصارف عن تنفيذ التحويلات المالية التي يرسلها أهاليهم إليهم، وهذه أزمة حقيقية. وتحدث عدد من الطلاب في فيديوهات عن معاناتهم لأنهم علقوا في كييف، وعن الوضع الصعب الذي عاشوه أيضاً جراء تفشي وباء كورونا وعدم التزام الأوكرانيين التام بقواعد الحجر الصحي المنزلي.

شارك المقال