الطلاب اللبنانيون في أوكرانيا متروكون لقدرهم

فراس خدّاج
فراس خدّاج

“دولتنا فاشلة، غير قادرة على الإيفاء بوعودها وسداد ديونها، ولدينا سلطة فاشلة حمّلت كل خسائرها للشعب اللبناني، والطالب اللبناني الذي يدرس في الخارج، جزء من الشعب الذي وقع تحت وطأة الظلم الذي سببته الدولة”… بهذه الكلمات بدأ رئيس نادي خريجي أوكرانيا ذوقان الجرماني حديثه لموقع “لبنان الكبير”، وتناول فيه أوضاع الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا ما بين أزمة “الدولار الطالبي” والحرب الروسية – الأوكرانية .

وقال الجرماني: “الوضع الأوكراني مأساوي، وتقوم السفارة اللبنانية في أوكرانيا بمتابعة حثيثة لأوضاع الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون هناك، ولكن ملاك السفارة قليل وليس قادراً على الإجابة المباشرة عن كل الاتصالات في الوقت نفسه، الأمر الذي يترك انطباعاً سلبياً لدى اللبنانيين والطلاب بشكل خاص باعتبار أن السفارة غير مهتمة لأمرهم. وهنا يجب أن نذكر بأن السفارة تُأتمر من وزارة الخارجية، وحتى الآن لا قرارات جدية من الوزارة بإجلاء الرعايا أو مساعدة الطلاب اللبنانيين .”

أضاف: “إن نادي خريجي أوكرانيا توجه عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى الطلاب اللبنانيين لمتابعة الأخبار من مصادرها، وطالب السفارة والمسؤولين عن شؤون الطلاب بمتابعة أمورهم ووضعهم في صورة ما يجري وكيفية حماية أنفسهم والتزام الأماكن الآمنة أي الملاجئ. كما نأمل أن تفضي الجهود الدولية والوساطات الى وقف اطلاق النار بشكل سريع، أي وقف آلة الحرب التي لا تفرّق بين البشر والحجر، حتى إجلاء اللبنانيين والطلبة أقله الى أماكن أكثر أماناً. ونأمل من الدول الأوروبية إجلاء اللبنانيين من أوكرانيا كما تقوم بإجلاء رعاياها”.

وتابع الجرماني: “معظم الطلاب اللبنانيين للأسف يتواجدون في المدن الأوكرانية القريبة من الحدود الروسية، ولكن المشكلة الكبيرة كانت أن الكثيرين من الجالية اللبنانية كاخوتهم الأوكرانيين، لم يتوقعوا أن تصل الأزمة إلى حرب. وفوجئ الجميع بأن العمليات العسكرية الروسية بدأت منذ ساعات الفجر جواً وبراً على كامل أراضي أوكرانيا. صدر بيان أولي من قبل السفارة اللبنانية في أوكرانيا يشدد على أخذ الحيطة والحذر، والى كل الراغبين في مغادرة البلاد، وعلى نفقتهم الشخصية، وللأسف معظم الطلاب ليست لديهم القدرة على شراء التذكرة بـ 500 دولار”.

وعن التأثير السلبي لعدم انجاز قانون “الدولار الطالبي” على أوضاع الطالب اللبناني في أوكرانيا، أشار الى أن “السلطة الحاكمة منذ البداية كانت تناور وتتشاطر، فلا دولار طالبي ولا غيره استطاعت الدولة تأمينه للطلبة في أوكرانيا. لذلك كان الطلبة يعتمدون على أنفسهم، لأن معظمهم من عائلات مستورة. ومع تفاقم الأزمة اللبنانية لم يعد الأهالي قادرين على ارسال المال الكافي لهم، فاضطر بعضهم الى المغادرة وعدم الالتحاق بالجامعات في أوكرانيا فيما انصرف البعض الآخر الى العمل للصمود في ظل الأزمات من تفشي وباء كورونا حتى يومنا الحالي .”

وختم الجرماني قائلاً: “لقد ذقنا مرارة الحرب، وأنا ضد أي صراع عسكري. الديبلوماسية هي الحل الوحيد لأي أزمة، وفي النهاية سوف يجلس جميع الأطراف الى طاولة المفاوضات. طبعاً أوكرانيا الآن تدفع الثمن غالياً لخيارها بالحرية وبالنموذج الأوروبي الديموقراطي، والقيم الأوروبية الحديثة مقابل الطبيعة النظامية الروسية. ويقول الكثيرون ان الصراع هو صراع روسي – أميركي، ولكن ما الذي تفعله أميركا حالياً لأوكرانيا؟ وكم من دولة وشعب سيدفع ثمن هذا الصراع؟”.

وكانت السفارة اللبنانية أعادت في اليومين الماضيين، توزيع بيان على اللبنانيين والطلبة الموجودين في أوكرانيا، يتوجه الى جميع الراغبين بمغادرة البلاد، عبر معبر حدودي مع بولونيا، تزويدهم بالمعلومات الضرورية لاجتياز الحدود مع السلطات البولونية.

شارك المقال