لماذا البدايات دائماً أجمل؟

سهى الدغيدي‎‎

شعور يحسه الكثيرون منّا، أن البدايات أجمل، بدايات أي شيئ، حتى وإن كانت صعبة، فالصعوبة صفة لا تتناقض مع الجمال.

أتحدث هنا تحديداً عن بدايات العلاقات الانسانية، وليست بالضرورة العلاقات العاطفية أو ربما تكون، أعتقد أن شعوراً مثل هذا ليس عابراً أو وليد صدفة، بل إنه شعور متكرر يزور الكثير منّا ليجعلنا نتساءل لماذا البدايات أجمل؟!.

في بداية أي علاقة إنسانية يسعى كل طرف إلى إظهار الجوانب الجميلة في شخصيته، أي أن تركيز كُل منهما يكون على طريقة تعامله مع الآخر أكثر من التركيز على تفاصيل طريقة معاملة الآخر له، وهذا ما يجعله يسعى إلى تقديم صورة طيبة سواء كانت هذه الصورة حقيقية أم لا. وأنا أؤمن بأن الجوانب الطيبة في الشخصية لا تحتاج مجهوداً لإظهارها، فهي تُقدم نفسها من خلال الأفعال، لكنني أتحدث هنا عن التركيز في تقديم صورة طيبة عموماً.

سبب آخر يجعل البدايات أجمل، وهو أن الإنسان بطبيعته عندما يصل إلى الهدف تفتر همته، والكثير منّا يعتبر أن الوصول الى علاقة إنسانية مع شخص آخر هدف، ما إن يصل إليه لا يعبأ بما هو آت، لأنه ظن خطأ أن الهدف مضمون، لذلك ليس عليه بذل المزيد من المجهود للحفاظ على العلاقة التي اعتبرها هدفاً. اجعلوا علاقاتكم وسيلة للتعايش لا هدفاً.

البدايات الجميلة يميزها ذلك الشعور الخالي من الظنون، لا ظنون سيئة، بل ليكن حُسن الظن هو السائد في الغالب، وعندها لن يحدث ما يُعكّر صفو العلاقات الإنسانية في بداياتها. ما إن تدخل الظنون في أي علاقة إنسانية، سرعان ما تفقد ذلك النقاء الذي كان يغلفها من قبل. يتحول الأمر هنا من التركيز على ما يُقدمه الشخص إلى ما يُقدمه الآخر ومن هنا تبدأ الفجوة بالاتساع.

نُكرر البدايات ونُكرر الفشل في العلاقات الإنسانية من دون أن ننظر إلى ما أدى لحدوث ذلك. حافظوا على الشغف الذي يُبقي العلاقات حية، تتنفس، تُساعدكم على الاستمتاع بالبدايات وبقائها جميلة حيث اللانهاية لتلك البداية. لا تبخلوا بإظهار مشاعركم، فالمشاعر نِعمة وهبها الله لنا فكيف نُخفيها ولها مفعول السحر في العلاقات الإنسانية؟ أطيلوا البدايات ولا تصلوا الى النهاية!

شارك المقال