في ١٣ آذار من العام ١٩٩٣، رحل أحد أعمدة المسرح العربي إثر اصابته بسرطان الرئة والكبد، انه الفنان الكبير عبد الله غيث شقيق الفنان القدير حمدي غيث، واسمه الكامل هو عبد الله حمدي الحسيني غيث.
ولد غيث في محافظة الشرقية في قرية كفر شلشلمون في ٢٨ من كانون الثاني ١٩٣٠، والده كان يجيد اللغة الانكليزية ودرس الطب في لندن ليعود الى قريته مع بداية الحرب العالمية الأولى ويتزوج وينجب خمسة أبناء أصغرهم عبد الله.
توفي والده عندما كان صغيراً، وأكمل دراسته في قريته، وحصل على الاعدادية والثانوية، وعمل بالزراعة وفي أرضه لفترة من الزمن، ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية تحت إشراف أخيه حمدي غيث والذي كان أستاذاً في المعهد.
تزوج عبد الله غيث في سن صغيرة (١٨عاماً) من ابنة خالته، وأنجب أدهم وعبلة والحسيني.
قدم مجموعة من المسرحيات المتميزة أبرزها “الزير سالم”، “لدخان”، “الوزير العاشق”…
وفي السينما قام ببطولة أفلام تاريخية إسلامية أشهرها فيلم “الرسالة” من اخراج العالمي مصطفى العقاد وجسد فيه شخصية عم الرسول صلى الله عليه وسلم، حمزة بن عبد المطلب، فضلاً عن قيامه بالأداء الصوتي لشخصية المجاهد الليبي عمر المختار، والفيلم أيضاً من اخراج مصطفى العقاد. وقام بدور خالد بن الوليد في فيلم “الشيماء”.
إضافة الى ذلك قدم كوكبة من المسلسلات التي لا يمكن نسيانها مثل “ابن تيمية”، “محمد رسول الله”… وأبداع في دور عباس الضو في الجزء الأول من “المال والبنون”. الى جانب هذه الانجازات قدم العديد من الأعمال الاذاعية أبرزها “عابد المداح”.
التفوق على انتوني كوين
تمكن المخرج مصطفى العقاد من صناعة نسختين لفيلم “الرسالة” احداهما باللغة العربية وأبطالها معظمهم عرب، والثانية باللغة الإنكليزية وأبطالها أجانب.
أثناء التصوير، طلب أنتوني كوين أن يقوم عبد الله غيث بتصوير مشاهده أولاً ليرى كيف يتصرف العربي في دور حمزة.
سمع عبد الله غيث مراراً أنه شكل نداً لأنتوني كوين، بل سمع كوين يقول: “لو كان عبد الله غيث في أميركا حالياً، لكان له شأن آخر”.
حصد غيث العديد من الجوائز أبرزها عن دوره في مسرحية “الوزير العاشق” وأحسن ممثل في التلفزيون عام ١٩٦٣، وفي عام ١٩٦٤ عن دوره في فيلم “ثمن الحرية” إضافة الى جائزة وشهادة تقدير من الرئيس أنور السادات عام ١٩٧٦. وحصل على درع دولة الامارات العربية المتحدة عام ١٩٨٣.