غلاء البنزين يحرم الشباب “شمّ الهوا”

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

اختنق الشاب اللبناني في هذا البلد. اختنق من كثرة المشكلات، التي لم يعد يسيطر عليها.

مشكلات اقتصادية، بطالة، أزمات سياسيّة، خارجية وداخلية… وان أراد الهروب منها في بعض الأحيان ستُكّلفه كثيراً.

مع ارتفاع سعر مادة البنزين، أصبح الخروج للضرورة فقط. الرفاهية في الخروج لم تعد موجودة، وأصبح كل “مشوار” يُحسب له ألف حساب.

ومع غلاء أسعار المطاعم والسهرات، قلّت خيارات الشاب اللبناني في تمضية الوقت، وأصبح البعض يتّجه الى الجلسات المنزلية هرباً من الدّفع.

أمّا عن المشاوير الّتي كانت تُعدّ رخيصة، مثل ركوب السيارة والتنقل فيها وقصد منطقة جبلية من دون زيارة المطاعم، فهذه أيضاً أصبحت باهظة الثّمن.

فالنّزهات بالسّيارة تعني صرف بنزين، ما يعني صرف المال الكثير.

يقول محمد علي شاب عمره ٢٥ عاماً، أنّه ورفاقه كانوا يقصدون مناطق جبلية ويجلسون في الأحراج جالبين معهم أكلهم ويقضون النهار بكامله. أمّا اليوم فحتّى هذا المشروع قد حُرموا منه. ويسأل “ماذا تركوا لنا؟ أسعار المطاعم أصبحت نارية، وأسعار الحانات أيضاً، حتّى الرّياضة في النوادي أصبحت باهظة الثّمن. راتبي بالكاد يكفيني لأملأ سيارتي بالوقود لكي أذهب الى العمل”.

ويضيف: “الصيف على الأبواب، وعادةً المشاريع تكون أكثر في هذا الفصل، ولكنّنا نعلم أنّها ستكون محدودة، وليست مثل قبل”.

يحاول الشاب اللبناني العيش، والبقاء على قيد الحياة. يحاول ألا يتأقلم مع هذا الذّل، يحاول أن يتنّفس.. ولكنّ هذا العهد حرمه حتّى من التّنزه، في سيارة.

شارك المقال