“اذا قمت ولقيتها”؟

سهى الدغيدي‎‎

“اذا قمت ولقيتها”؟، عبارة تُرددها جميع الأمهات، ونحن نعيدها من ورائهن ونضحك وكأنها نكتة، متناسين أنهن اذا قمن فعلاً فسيجدن الغرض الضائع أو المطلوب، فنقف مذهولين مما حدث. الجملة الأكثر شهرة عند الأمهات باتت تتصدر الهدايا في معايدتهن بعيدهن.

عيد الأم، أحد أعياد السنة التي اتفق عليها البشر بجميع انتماءاتهم وأديانهم ولغاتهم وحضاراتهم، وما هذا الاتفاق إلا دليلاً على أن مكانة الأم العظيمة لا تختلف باختلاف الشخص ولا المجتمع ولا البيئة ولا الدين، فجميعنا متفقون على أنَّها سبب رئيس في استمرار الحياة البشرية، ومقدسة بأفعالها وصفاتها وأقوالها.

إنَّ كلمة الأم هي اختصار للحب والعطف والحنان والمودة والرحمة وكل الصفات العظيمة. إنّها العطاء والتضحية والبذل والاجتهاد، والعمل الدؤوب على مدى سنوات طوال في سبيل وصول الأبناء إلى مرحلة النضج والتفكير القويم والعمل السليم، فليس كثيراً على جميع الأمهات أن يتفق العالم أجمع على يوم عيدهن، هذا اليوم الذي يحمل المعاني السامية الرفيعة، والفرح والبهجة والسرور، وينبغي فيه على كل إنسان أن يعبّر لوالدته عن حبه وامتنانه لها وفرحه وبهجته وسروره بوجودها.

إنَّ من واجب الانسان نحو أمه في عيدها أن يقدم لها ما يعبّر عن صدق مشاعره وحبه وعن امتنانه لكل ما بذلته في سبيل تربيته وتنشئته، وأن يكون عوناً وسنداً لها في الحياة، وألَّا يتركها مع تقدم عمرها وحيدة من دون نصير ولا معين. ومن واجبنا تجاه أمهاتنا أن نطيعهن ونعمل بأوامرهن ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فالأم التي سهرت سنوات طوال في سبيل تربية أبنائها، من حقها أن تأخذ منهم الطاعة والعون والمساندة كلما تقدم بها العمر.

“الأم مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعباً طيب الأعراق”، هذا البيت من الشعر للشاعر حافظ ابراهيم نقش في عقولنا منذ الصغر، ويعبّر عن عظمة الأم، التي ربّت وسهرت وتعبت وقاست من العذاب الكثير في سبيل أبنائها، ومن حقها عليهم أن يعطوها الحب والرعاية والحنان والمساندة طوال سنين حياتها، ولهذا كان عيد الأم تذكيراً لمن أنسته الدنيا أمه، وتأكيداً على ضرورة البر بالأم ومساعدتها والوقوف إلى جانبها في كل أمر وكل خطب، وإشعارها دائماً أنّها في أمان، فلطالما كانت سبباً للأمان والسكينة في سالف السنوات والأعوام.

شارك المقال