“أمة” مكسورة!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

عيد الأم!… بالعودة إلى تاريخ هذا العيد، بدايةً وجدت الذكرى تجسيداً لمعاناة الأمهات في الحرب الأهلية الأميركية وبعدها أصبحت عيداً وطنياً…، ونجد أيضاً أن هذا اليوم من كل عام يُجسد تضحيات الأمهات لأبنائهن وأحفادهن وخاصة الأمهات اللبنانيات.

الأمُ اللبنانية تعيشُ حسرةً شديدةً على أبنائها، الذين ضاقت بهم سبل العيش في بلاد الأرز، وأصبحوا بعيدين كل البعد عنها في ظل “أقسى” أزمة اقتصادية يواجهها لبنان، ليبقى السؤال بعد كل الأزمات، كم سيتحمل قلبُ هذه “الأمة”؟!.

منذ انتهاء الحرب الأهلية والأم اللبنانية لا تزال تُعاني، وتعاني كثيراً من حرمان أبنائها وأحفادها في بلاد المهجر، ومن عدم إعطائها حق الجنسية لأولادها، ومن موت أبنائها أمامها جراء حالات الانتحار والأحداث السياسية والتفجيرات المشؤومة إلى “فوضوية” الحياة اليومية… كل ذلك وهي ضحية تلك الظروف الصعبة التي تكوي قلبها وتبقي الدمعة في عينيها على فراق فلذات كبدها .

وفي هذا الاطار، حدثتنا احدى الأمهات لدى سؤالنا لها عما تتمناه في يوم عيدها، فقالت: “مثل كل الأمهات، أتمنى الخير والطمأنينة لهذا البلد، وأن يبقى أولادنا إلى جانبنا في وطنهم، ونرى أحفادهم، فلبنان لنا”.

وفي “عيد” كهذا، لا يسعنا القول سوى تحية إجلال لكل أمهات لبنان وتضحياتهن، اللواتي تحملن النكبات الكبيرة وتخطيّن الأزمات الطويلة، وتصدين لكل الطارئين على أم الدنيا بيروت، من العابثين والمجرمين والقتلة والارهابيين… ليبقى لبناننا كبيراً!

شارك المقال