٧٧ عاماً على تأسيس الجامعة العربية: قضايا ونزاعات بلا حلول

حسين زياد منصور

على أمل تشكيل اتحاد عربي قوي وفاعل، اجتمعت أطراف عربية في أيلول العام ١٩٤٣ واعتبرت أولى المحادثات لاطلاق مشروع جامعة للدول العربية.

وبعد عام، عقد في الاسكندرية اجتماع ضم مندوبين عن مصر وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن والسعودية واليمن وعرب فلسطين. وبعد ٨ جلسات وجولات بين المؤتمرين تبنوا اقتراح رئيس الوفد العراقي نوري السعيد الذي كان يسعى الى تشكيل مجلس عربي موحد تؤخذ قراراته بالتوافق بين الدول الأعضاء وهو ما أطلق عليه “بروتوكول الاسكندرية”.

أقر ميثاق جامعة الدول العربية في ١٩ آذار من العام ١٩٤٥، ونصت المادة الأولى منه على أحقية أي دولة عربية مستقلة بالانضمام الى الجامعة بعد تقديم طلب الى الأمانة العامة.

وهذه العضوية نوعان: عضوية أصلية وتضم الدول السبع التي وقعت على ميثاق التأسيس، اما عضوية الانضمام فتشترط أن تكون الدولة عربية ومستقلة.

وفي حال أرادت دولة الانسحاب، عليها ابلاغ المجلس قبل التنفيذ بعام إضافة الى تحمل كل الالتزامات في حال الانسحاب.

في العام ٢٠٢٠، أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن تعداد سكان الوطن العربي بلغ ٣٧٧ مليون نسمة، وتضم الجامعة اليوم ٢٢ دولة تغطي مساحة ١٤ مليون كم٢ وتمتد من المحيط الأطلسي غرباً الى الخليج العربي شرقاً.

هيكلية المنظمة

تضم الجامعة ثلاث هيئات أساسية: أولاً، السلطة الأعلى وهو مجلس الجامعة الذي يضم ممثلين عن الدول الأعضاء، ومهما بلغ عدد الممثلين عن دولة معينة فلها صوت واحد فقط. ثانياً، اللجان الفرعية وهي التي تساعد المجلس في إعداد الدراسات والتقارير اللازمة والمطلوبة، وهذه اللجان تتنوع في مختلف المجالات. أما الأمور السياسية والادارية والمالية الخاصة بالجامعة فهي من اختصاص الأمانة العامة التي تضم الأمين العام الذي يعّينه المجلس بغالبيته لخمس سنوات قابلة للتجديد وتقدم له المشورة والمساعدة أجهزة عدة تختص كل منها بشأن معين، اقتصادي، اجتماعي، سياسي… ولكل دولة مندوب في هذه اللجان.

سعت الجامعة الى الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة والمساواة بين الدول الأعضاء والعمل على عدم التدخل في شؤون بعضها البعض الى جانب الحفاظ على أمن المنطقة وتدعيم الصلات والعلاقات بين الدول العربية وتوثيقها.

مشكلات وعقبات

واجهت الجامعة العربية الكثير من المشكلات والانتقادات منذ قيامها، ففي العام ١٩٥٤ تم اعتبار المندوب الفلسطيني مندوباً عن دولة فلسطين وليس عن عرب فلسطين كما كان عند التأسيس. واعترف مؤتمر القمة العربية الأول في العام ١٩٦٤ بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني لكنها لم تحصل على العضوية الكاملة حتى تم اقتراح ذلك من قبل المصريين في العام ١٩٧٦.

وفي العام ١٩٦١ اعترض العراق على انضمام دولة الكويت الى الجامعة على اعتبارها جزءاً من العراق، وعلى الرغم من انسحاب مندوب العراق الا أن الجامعة قبلت عضوية الكويت بالإجماع.

ولاقى طلب انضمام الصومال وجيبوتي الى الجامعة بعض الاعتراض بسبب اعتماد الدولتين على لغات غير العربية لغة رسمية، لكن تم قبولهما على اعتبار أن أصل الشعبين عربي.

وربما كانت الحادثة الأبرز عندما تم نقل مقر الجامعة الى تونس لأكثر من ١٠ سنوات، وذلك بعدما قاطعت العديد من الدول العربية مصر اثر اتفاقية كامب ديفيد في العام ١٩٧٩ الأمر الذي سبّب شرخاً كبيراً بين العرب في الجامعة.

الى جانب ذلك، فشلت الجامعة في إيجاد حلول لكثير من القضايا مما جعلها عرضة للانتقادات، وتتربع القضية الفلسطينية على قائمة هذه المشكلات، ويتبعها الصراع العربي – الاسرائيلي وما كان له من نتائج من احتلال الكيان الاسرائيلي لباقي الأراضي الفلسطينية والهجوم على دول عربية واحتلال أراضيها، فضلاً عن الكثير من النزاعات العربية التي لا تزال قائمة منذ سنوات من دون حلول والتي خلفت آلاف الضحايا جراء الحروب مثل اليمن وليبيا والعراق والحرب السورية التي لم تحل على الرغم من مرور أكثر من ١٠ سنوات على انطلاقها، واكتفت الجامعة العربية بالبيانات والاستنكارات وتعليق عضوية سوريا فيها.

شارك المقال