السعودية والامارات تؤدبان بايدن

حسين زياد منصور

تجري الأحداث بما لا تشتهي واشنطن، هذا ما أثبتته السعودية والامارات خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اذ ارتفعت أسعار النفط عالمياً، فسعى الأميركيون الى كبح هذا الارتفاع بالطلب من دول الخليج زيادة الامدادات النفطية في سوق الطاقة، لكن الرد العربي كان الرفض والالتزام باتفاق أوبك+.

نعم، غلّبت السعودية والامارات مصالحهما الخاصة على المصلحة الأميركية – الأوروبية وأعطتا الأولوية لعلاقاتهما مع موسكو، من خلال رفض الدعوات الغربية الى تضييق الخناق على روسيا وعزلها عن بقية العالم.

تشهد العلاقات الخليجية – الأميركية فتوراً واضحاً منذ تولي جو بايدن الحكم، فبعد أن بلغت مستوى متقدماً في عهد الرئيس دونالد ترامب وظهر ذلك بعد إبرام صفقة أسلحة ضخمة تتضمن حصول الإمارات على طائرات الجيل الخامس المقاتلة المتطورة “اف ٣٥” – وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك هذه المقاتلات في المنطقة – عمل بايدن على تعليق الصفقة فور وصوله الى الحكم.

ومنذ أيام عبّرت الخارجية الأميركية عن أسفها واستيائها من استقبال الامارات الرئيس السوري بشار الأسد على أراضيها في ظل عودة العلاقات السورية – الاماراتية الى سابق عهدها.

وكذلك السعودية، فمنذ عودة بايدن الى البيت الأبيض فتح ملف الخاشقجي واتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالجريمة.

الى جانب ذلك، هناك محادثات بين الرياض وبكين حول تسعير بعض الصادرات النفطية باليوان، بدل الدولار الأميركي، ويعد تسعير المشتقات النفطية بالدولار احدى نقاط القوة للعملة الأميركية وهذه الخطوة السعودية من شأنها إضعافه.

ويشمل التعاون الصيني – السعودي المجال العسكري، فالصين قدمت المساعدة الى السعوديين في بناء منشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية.

وخلال التفاوض حول الاتفاق النووي الايراني، كانت إيران والسعودية تجريان محادثات للتخفيف من حدة التوتر بينهما على الرغم من تعليق هذه المفاوضات الى أجل غير مسمى.

كل هذا التباين في السياسة الأميركية منذ وصول بايدن أحد الأسباب التي دفعت بدول الخليج الى تغليب مصالحها الشخصية على مصالح شريكها الأمني في المنطقة الولايات المتحدة الأميركية، خاصة بعد الانسحاب العشوائي والمذل من أفغانستان وسوريا والعراق، الى جانب الشكوك الخليجية بشأن قدرة الأميركيين على الاستمرار في تقديم الحماية والدفاع عن شبه الجزيرة العربية ولا سيما بعد العملية الروسية في أوكرانيا.

تصرفات واشنطن أجبرت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة على التنويع في الشركاء، فدخل الصيني والروسي على الخط العربي الخليجي وزاحم الأميركي في نفوذه، الى جانب ذلك أظهر الخليج القدرة على اتخاذ مواقف مستقلة عن رغبات الولايات المتحدة الأميركية ومطالبها في ظل ورقة النفط الرابحة في كل الجولات وظهر ذلك خلال العملية العسكرية – الروسية.

شارك المقال