تضخم غير مسبوق… والإفطار “عَ بصلة”!

ميرنا سرور
ميرنا سرور

يستعد المسلمون في لبنان لاستقبال شهر رمضان المبارك بقدرة شرائية متهالكة بفعل الأزمة النقدية المستمرة. ومع خسارة الليرة ما يقارب 17 ضعفاً من قيمتها خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، تسجل معدلات التضخم أرقاماً غير مسبوقة على أبواب شهر الصيام. وفي ما يلي، نستعرض وقائع وأرقاماً تعكس حال اللبنانيين.

الكلفة اليومية لتحضير الافطار: نصف قيمة الحد الأدنى للأجور!

يحتاج الفرد البالغ الى تنويع مصادر الغذاء بين نشويات، بروتينات، دهون، وألياف، وعليه، نحتسب سعر إعداد إفطار نموذجي يتألف من شوربة عدس، أرز، دجاج، لبن، وتمر. وبحسب أسعار السوبرماركت (30 آذار 2022)، فإن هذه الكلفة تبلغ 301000 ليرة لبنانية، أي نصف قيمة الحد الأدنى للأجور البالغ 675 ألفاً.

نسب تضخم مرتفعة

إلى ذلك، وفي عودة الى أرقام الأعوام السابقة، فإن كلفة إعداد الإفطار نفسه بلغت 60250 ليرة بناءً على دراسة أجراها مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في العام 2021 (مع الأخذ في الاعتبار إمكان اختلاف المقادير والكميات المحتسبة)، أي أن نسبة التضخم تبلغ 400% مقارنةً بالعام الماضي، وكلفة الإفطار تضاعفت 4 مرات. وشهرياً، تصل الكلفة الى 9 ملايين ليرة تقريباً، مقارنة بـ1,800,000 ليرة في العام 2021، و445,000 ليرة في العام 2018.

أكثر من ثلاثة أرباع اللبنانيين فقراء!

وكانت دراسة أجرتها الأمم المتحدة (الإسكوا) أشارت الى أن نسبة اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت 82% فيما 40% منهم يعيشون في فقر مدقع. وفي لغة الأرقام، يعني ذلك أن أكثر من ثلاثة أرباع اللبنانيين يعيشون بأقل من دولارين يومياً، و40% منهم بأقل من دولار واحد، تزامناً مع أزمة تضخم في الأسعار غير مسبوقة، عشية شهر رمضان الكريم.

ويُضاف الى معاناة اللبنانيين خلال الشهر المبارك ما يعانونه من احتكار وتفلّت في الأسعار، إضافة الى الحديث المستمر عن إمكان فقدان بعض السلع نتيجة الحرب الروسية – الأوكرانية المستجدة والتلكؤ في البحث عن أسواق بديلة لاستيراد هذه السلع منها، فكيف ينجو صائمو هذا الشهر، أم أن عليهم الصيام والإفطار “عَ بصلة”؟.

شارك المقال