حين تصبح الغيرة من النجاح مرضاً!

سهى الدغيدي‎‎

الإنسان كتلة من المشاعر، يحب ويكره، يغضب ويرضى، يضحك ويبكي …، كما يشعر بالغيرة، وهي سلوك إيجابي إذا دفعت الإنسان الى التحدّي والتحصيل والمنافسة الشريفة، وتصبح سلبية حينما تتحول إلى سلوك سيء من العنف والكذب وتلفيق التهم والطعن بالسمعة والتشكيك بغية افشال الاخر واظهاره بصورة الذميم الحقير.

فشعور الإنسان بالغيرة والحسد والحقد تجاه الأشخاص الناجحين والمُتميّزين هو تعبير عن النقص والعجز والاستسلام وعدم الثقة بالنفس الناتجة عن عدم رضا هذا الشخص عن نفسه وعن شخصيته المُتخاذلة عن تحقيق النجاح الذي يتمنّاه فيعبر عن ذلك بأبشع الصور السلبيّة، ويمكن أن يتخطّى ذلك إلى دائرة الأفعال بمحاولة عرقلة الآخرين من الناجحين أو الانتقام منهم بإطلاق الشائعات الكاذبة حولهم، أو مُحاولة النيل من جهودهم والتقليل منهم في كل مناسبة، أو الإيقاع بينهم وبين الآخرين ممن تربطهم بهم علاقات طيبة من خلال المُؤامرات والدسائس.

ولا شكّ في أن هذه السلوكيات تعبّر عن اضطراب الشخصيّة التشاؤميّة التي تتخذ من الانتقام من الآخرين وسيلة كي تجنب نفسها استشعار الضعف أو التخاذل.

وتحول الغيرة إلى نجاح معضلة بالنسبة الى الكثيرين، يقول الدكتور شاراش أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك: “الشعور بالغيرة كثيرا ما يرافقه الشعور بالحسد، أما العكس فليس دائما صحيحا، أي أنك قد تحسد شخصا ولكن من دون أن تغار منه”.

تبدو هذه كبدايةٍ مناسبةٍ نتعرف فيها الى ذلك الشعور المرضي الذي ما إن يصيب الإنسان حتى يشرع في سحبه إلى القاع يوما بعد يوم، ويملأ قلبه بالظلمة والكراهية وقد يصل به الأمر إلى تحطيم كل جميلٍ فيه وإفساد حياته.

يمكن للغيرة أن تسمم الحياة، لأنه في كل خطوة هناك انسان أكثر سعادة ونجاحا وثراء وجمالا وشبابا… أي شيء يمكن أن يكون موضع حسد، بمقارنة الشخص نفسه مع الآخرين.

ما أقسى الحياة على من لا ينام، لأن أحدا يعيش أفضل منه!. الغيرة هي حزن معين على النجاح الأولي للمعارف والأشخاص من حولك.

شارك المقال