“لبنان الكبير” يدعم الشباب

عبدالرحمن قنديل

يدخل الطالب كلية الاعلام تسبقه حماسة وطموحات وأحلام ومخططات يسعى إلى تحقيقها. وفي ظل الوضع الراهن، والانهيار القائم في البلد تنقلب هذه الأحلام تدريجياً إلى مخاوف وتباعاً تتحول الى سراب.

ومع ارتفاع نسب البطالة ونمو بذور الأزمة الإقتصاية في لبنان، شعر الطلاب الذين دخلوا الجامعة للتخصص في مجال الاعلام وهم يستمعون الى من سبقوهم في هذا المجال حتى تخرجوا، وكأن مصير شهادتهم التي سينالونها بعد أن يطلبوا العلى ويسهروا الليالي سيكون مجرد صورة في اطار للذكرى وسط صور العائلة الكريمة والذكريات الجميلة بمصطلح متعارف عليه “هيك هيك رح تشتغل بغير اختصاصك”، وهذا المصطلح سيرافق الطالب طيلة مسيرته التعليمية مع الأخذ في الاعتبار أن من الممكن التأثر به انسجاماً مع الواقع والتجارب المسبقة، ولكن على الرغم من تلك النصائح سيصبح أمام طريق واحد لا مفر منه وهو استكمال ما بدأه بالتي هي أحسن، أو العيش على أمل بالغد الأفضل تتحسن فيه أوضاع البلد من خلال عجيبة معينة تخترق جدران الإحباط واليأس التي تحيطه لتحقيق هدف من أهدافه.

بعد انتهاء المرحلة الجامعية، والحصول على لقب خريج كلية الاعلام يبدأ المعركة الحقيقية والحياتية وهي معركة إثبات الذات أو بشكل مختصر معركة الوظيفة أي أن ينال لقب الاعلامي قولاً وفعلاً، وهي معركة الألف ميل وفيها صولات وجولات على المؤسسات الاعلامية والمواقع الاخبارية إن كان من خلال الذهاب شخصياً لتقديم نفسه أو عبر الانترنت تبقى الغاية واحدة وهي الوظيفة.

ومع انتهاء هذه الرحلة الشاقة، تبدأ مرحلة إنتظار الرد أو مرحلة القبول، وهي رحلة طويلة نوعاً ما، اذ أن الإنتظار يصبح بالنسبة الى الشاب المتخرج كسجنٍ وينتظر الفرصة أو توقيت البراءة من حكم الفراغ. فالوظيفة عادة ينالها عادة من لديه خبرات سابقة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في المساهمة بتحسين حظه للانطلاق برحلة العمل وهذه في حالتنا تكون من الحالات النادرة مع الأسف، أو بالواسطة باعتبار أن واقع البلد مقسم طائفياً وحزبياً في المؤسسات والمجالات كافة بفضل شبح المحاصصة الذي يسيطر على غالبية المؤسسات الإعلامية، كما على باقي المؤسسات في البلد بحيث يمكن أن تصادف موظفاً في مؤسسة اعلامية معينة يكون متخرجاً من كلية لا علاقة لها بالاعلام ويجاهر بالأمر علناً. وهذه الظاهرة أصبح لا يستهان بتكاثرها اعلامياً مما ولد انطباعاً بأن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له، إلا اذا قدم قريب أو جار أو صديق يعمل ضمن هذه المؤسسة خدمة لهذا الخريج، والا يبقى أسير الإنتظار إلى الوقت الذي يراه القدر مناسباً. وأدت الضائقة الاقتصادية التي تضرر منها الاعلام بشكل بالغ نظراً الى أزمة الأجور، إلى هجرة الاعلاميين إلى الخارج من أجل البحث عن أجر أفضل إضافة إلى مركز أفضل.

وسط كل هذا الانهيار، ولد “لبنان الكبير” الذي خرق الظلمات وتخطى مسبباتها وآثارها المدمرة بانياً منبراً حراً للشباب فأعاد الأمل بقدراته للتعبير عن أفكاره وتطلعاته. وهذه الخطوة كسرت أبواب سجن الانتظار وصنعت أملاً كبيراً للشباب بفرصة إثبات نفسه اعلامياً وحضارياً على صورة “لبنان الكبير”.

شارك المقال