أزمة النفايات تعود الى الواجهة… وبلدية بتلون تتصدى

يارا نصر
يارا نصر

أزمة قديمة متجددة أرخت في الأسابيع الفائتة بظلالها على لبنان، فقد عاد مشهد تكدس النفايات في الشوارع وانتشار روائحها الكريهة التي تسبب الأمراض، ليزيد من وطأة معاناة اللبنانيين الذين يشعرون بالفعل بأن أبواب جهنم قد فتحت على مصراعيها، وبأنهم ينامون على جحيم ويصحون على آخر.

وفي مقاربةٍ ميدانية لعمل البلديات وكيفية معالجة نفاياتها، استوقفنا نموذج بلدية بتلون في قضاء الشوف التي توصلت إلى معالجة النفايات المنزلية والحد من استنزاف موازنة مجلسها البلدي، وكان ذلك في سنة 2016 عندما توقفت شركة “سوكلين” عن جمع النفايات، وأعطت هذه المهمة لشركة “سيتي بلو”. ولكن شيئا لم يتغير لأن السبب الرئيس وراء تكدس النفايات في الشوارع هو ارتفاع سعر صرف الدولار، ما ينعكس سلبا على هذه الشركات.

ولمواجهة هذه الأزمة بالطريقة السليمة قامت بلدية بتلون وبحكم قربها من محمية أرز الباروك، بتوعية سكان المنطقة بيئياً وزراعياً، من خلال “البيت اللبناني للبيئة”ومجموعة من سيدات البلدة عبر وضع خطة استراتيجية تضمنت مسحاً كاملاً للبلدة.

اضافة الى ذلك تم تأمين ١٠٠ مستوعب للنفايات، وقدمت محمية أرز الباروك ١٠٠ مستوعب آخر بهدف الفرز من المصدر، وبعد فترة وجيزة حصلت البلدة على ١٢٠٠ مستوعب من منظمات دولية خاصة.

وأشار رئيس بلدية بتلون مروان قيس إلى أن هذه الاستراتيجية ساهمت في تقليل نسبة النفايات بنحو أكثر من ٥٠٪، معتبرا أن “الملف البيئي مهم لأنه يتضمن استخدام الطاقة المتجددة التي نتطلع إليها في المستقبل القريب لتوليد الطاقة الكهربائية”.

وقال: “البلدية قامت في الأسابيع الأخيرة بتوليد الطاقة في مبنى البلدية وثانوية بتلون والمعهد الفني من خلال الطاقة المتجددة، وتتطلع في المستقبل إلى توليد الطاقة لكامل البلدة. ولكن ذلك يكون من خلال الحصول على الدعم الكافي لتأمين الطاقة البديلة لكامل البلدة”.

تعمل بتلون، هذه البلدة الصغيرة، على ما عجز عنه الكثير من البلديات ذات الإمكانات الكبيرة، فقد استطاعت خفض فواتيرها المتراكمة لشركة “سوكلين”، على أمل أن تستفيق هذه السلطة المهترئة البعيدة كل البعد عن الحس الإنساني، ولا تترك الشعب في ضياعه كي لا يكون فريسة سهلة لمن يريد بلبنان واللبنانيين شراً.

شارك المقال