معركة الشوف وعاليه… بين 14 و8 والمستقلين

حسين زياد منصور

بالتأكيد ستكون انتخابات أيار 2022 مختلفة عن غيرها لعدة عوامل أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فمن الناحية الاقتصادية سيشكل الارتفاع في أسعار المحروقات عائقا امام الكثير ممن يسكنون في مناطق بعيدة عن مراكز الاقتراع الخاصة بهم، عدا التكاليف المصاحبة لعملية التنقل.

أما من الناحية السياسية فالمعركة الانتخابية تشتد يوما بعد يوم، ,هذه الانتخابات التي ينتظرها معظم اللبنانيين على أحر من الجمر، من جهة تسعى الأحزاب التقليدية للحفاظ على موقعها في السلطة في ظل الازمات المتلاحقة التي تفجرت في لبنان منذ ٢٠١٩، خصوصا بعد اتهام معظمهم بالفساد وسوء إدارة البلاد وتحميل المسؤولين التابعين لهم مسؤولية ما وصلنا اليه.

من جهة أخرى، يظن المعارضون ومن نزلوا الى الشارع في ١٧ تشرين والى جانبهم الأحزاب الجديدة وبعض المنشقين عن فرق السلطة وهم من ركبوا موجة التظاهرات، ان هذه الانتخابات ستكون فرصتهم للتغيير والوصول الى المجلس النيابي.

وفي دائرة جبل لبنان الرابعة الشوف وعاليه، حيث المعركة ستكون طاحنة، تتنافس 6 لوائح على ١٣ مقعدا موزعة بين الشوف (٣ مقاعد مارونية، مقعدان سنيان، مقعدان درزيان، ومقعد واحد كاثوليكي)، وعاليه (مقعدان درزيان، مقعدان مارونيان ومقعد واحد أرثوذكس).

في هذه الدائرة فشلت القوى المعارضة والأحزاب الجديدة في توحيد صفوفها واصواتها وعلى ما يبدو سيتكرر سيناريو ٢٠١٨ حين تشتت أصوات المعارضين بين اللوائح الموجودة.

فاللوائح الست الموجودة ٤ منها تابعة لقوى المعارضة والتغيير والثورة… اما اللائحتان المتبقيتان فهما للأحزاب التقليدية والقوى السياسية الموجودة في المنطقة.

فالاختلاف بوجهات النظر والآراء وعدم التوافق على الكثير من أسماء المرشحين فيما بينهم دفع كل فريق معارض الى تشكيل لائحة خاصة به، هذا الفشل في التوحد ضمن لائحة واحدة سيضعف فرصهم في إمكانية خرق اللوائح المنافسة بقوة وربما سيجعل الامر مستحيلا. مع العلم ان هناك شخصيات لو توحدت في لائحة واحدة لتمكنت من حجز مقاعد لها.

واللوائح المعارضة او التي تمثل ثورة او حراك او انتفاضة ١٧ تشرين وأبرز المرشحين عنها، لائحة “الجبل ينتفض” ولائحة “توحدنا للتغيير” التي تضم الى جانب مرشحين آخرين، غادة عيد عن أحد المقاعد المارونية، وعماد سيف الدين وحليمة القعقور عن المقعدين السنيين في الشوف، وفي عاليه مارك ضو عن المقعد الدرزي. ولائحة “سيادة وطن” أبرز وجوهها دعد القزي عن أحد مقاعد الموارنة ومحمد عمّار ابراهيم الشمعة عن أحد المقاعد السنية. و”صوتك ثورة” التي تشكلت من عدة أشخاص أبرزهم محمد سامي الحجار وسمير العاكوم عن المقعدين السنيين وميشال أبو سليمان عن المقعد الماروني.

وعلى الرغم من تنافس ٦ لوائح في هذه الدائرة الا ان “كسر العظم” سيكون بين لائحتي “الشراكة والإرادة” و “الجبل”، فالتحالف الاشتراكي – القواتي مستمر، فهذه اللائحة غير المكتملة تضم عن الشوف، تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيين، وعن المقاعد المارونية جورج عدوان وايلي قرداحي وحبوبة عون، وعن المقاعد السنية بلال عبد الله وسعد الدين الخطيب، وعن المقعد الكاثوليكي فادي معلوف.

اما في عاليه عن المقعدين المارونيين جوال فضول وراجي السعد، وعن المقعد الأرثوذكسي نزيه متى وعن أحد المقاعد الدرزية أكرم شهيب، اما المقعد الآخر كما العادة تركه جنبلاط للأمير طلال أرسلان.

وهذه المرة يحاول جنبلاط “مراضاة” الناخبين البرجاويين بترشيح المحامي سعد الدين الخطيب، بعد ان كانت الحصة السنية من نصيب شحيم بنائبين في الانتخابات الماضية.

في المقابل، وحّدت قوى ٨ آذار عناصرها ضمن لائحة “الجبل”، فاصطف الحزب الديموقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي الى جانب التيار الوطني الحر وشكلوا لائحة ضمت في الشوف عن المقاعد المارونية ناجي البستاني وفريد البستاني وأنطوان عبود، وعن المقعدين السنيين أحمد نجم الدين وأسامة المعوش اما عن المقعد الكاثوليكي غسان عطا الله وعن المقعد الدرزي وئام وهاب. وعن عاليه أنطوان البستاني وسيزار أبي خليل عن المقاعد المارونية وعن المقعد الأرثوذكسي طارق خير الله والأمير طلال أرسلان عن المقعد الدرزي.

تتصدر هذه الدائرة عدة عناوين رئيسية أهمها حفاظ الحزب التقدمي الاشتراكي على عدد مقاعده النيابية في الشوف وعاليه لان هناك خطر كبير حول مقعدين الأول درزي ويشغله مروان حمادة، ويزاحم الوزير السابق وئام وهاب النائب حمادة على هذا المقعد وكان قريبا من سحبه منه في الانتخابات الماضية.

اما المقاعد السنية في إقليم الخروب فقد تشكل احراجا للبيك، فالتقديرات تشير الى حفاظ الدكتور بلال عبد الله على مقعده، اما المقعد الثاني فقد يشهد صراع عليه من ناحية مرشحي لائحة “الجبل” او ربما من احدى لوائح الثورة، على الرغم من كون المرشح من برجا التي يسعى جنبلاط لمسايرة ناخبيها بعد ان حرمتهم لائحته في الانتخابات الماضية من ممثل عنهم.

وسيشكل المقعد السني الثاني صراعا بين جميع اللوائح التي ستتمكن من تأمين الحاصل الانتخابي، فمرشح الاشتراكي المحامي سعد الدين الخطيب طريقه نحو المجلس وعر، وعلى الرغم من كثرة أصوات “آل سيف الدين” إلا انه بحاجة الى أصوات إضافية من عائلات أخرى الى جانب اقناع الناخبين ببرنامجه الانتخابي وتكثيف نشاطاته السياسية خصوصا ان منافسيه لا يمكن الاستهانة بهم خصوصا كونهم “برجاويين” أيضا، فمرشح “الجماعة الاسلامية” في لائحة “سيادة وطن” محمد عمّار ابراهيم الشمعة من برجا، و الامر عينه لمرشح لائحة “توحدنا للتغيير” عماد سيف الدين الذي رشحه الحزب “الشيوعي”، كذلك مرشح لائحة “الجبل” أسامة المعوش. الى جانب مرشحين آخرين مثل احمد نجم الدين وحليمة قعقور.

ملخص الهاجس الجنبلاطي القواتي هو خرق لائحتهم من قبل قوى ٨ آذار، اذ تعتبر ١٤ آذار ذلك توسيع لنفوذ حزب الله خاصة ان المنطقة لها خصوصيتها ومرجعيتها.

في الخلاصة، سيشهد الشوف وعاليه معركة انتخابية ضارية، معركة اثبات وجود من قبل جميع الأطراف.

هنا نسأل، إذا قرر جمهور تيار المستقبل الاقتراع، فلمن سيصوت؟

بالتأكيد سيتمكن الناخبون المستقبليون من تقديم مساعدة او خدمة كبيرة لمن سيسمونه في هذه الانتخابات ان شاركوا فيها. حاليا لا يمكن التكهن بموقف ناخبي التيار الأزرق، لكن يمكن تسميتهم بالصوت “الملك”.

شارك المقال