العُمر… مجرّد رقم لا أكثر

سهى الدغيدي‎‎

عنوان الموضوع هو تعليق جميل شاهدته في مقدمة فيديو لشخص كبير في السن يلهو مع أطفال صغار بشكل لا يمكن التفريق بينهم (في بند الحيوية)! فكم من شخص استسلم للعمر (الزمني) بل وزاد عليه بسبب قلة اندفاعه وحماسه للتغيير والتطوّر. هي أعمارنا الزمنية ولا مهرب منها كما هو معلوم، ولكن هناك في القلب هوية أُخرى للإنسان، وإدارة مختلفة للزمن تقوم بتسجيل العمر الافتراضي لقلبك، وعُمر الإنسان – هنا فقط – قد يسير الى الوراء فيعود المُسِن شاباً. فهل رجعت الى السجل المدني لقلبك مؤخراً لتدرك في أي المراحل العُمرية أنت؟!

هل وجدت نفسك يوماً تتوق الى نشاط كنت تمارسه وأنت طفل؟ هل يحّن قلبك الى مكان كنت ترتاده مع أصدقاء الطفولة؟ هل تتمنى أن يعود الزمن الى الوراء سريعاً؟ هل تدمع عيناك لمجرد الحديث عن الذكريات؟ إذا كنت تقرأ هذا الموضوع الآن فلا يزال أمامك متّسع من الوقت للعودة إلى طفولتك، لأن القلوب لا تشيخ أبداً!. قوموا بإعادة حساباتكم مع قلوبكم، ولا تسلموا أنفسكم بالكامل لصخب الحياة العملية! اخلقوا لأنفسكم مساحة خاصة بعيداً عن ذلك الصخب وتلك الضوضاء.

اعلم أيها الإنسان أن عدد سنوات عُمرك هي مجرد أرقام زمنية مرت وتمر في حياتك، وتحتاجها لتنمو في المؤسسات بدءاً من الأسرة وحتى المجتمع الكبير، وذلك الرقم الموجود في شهادة ميلادك يحدد لك موعد التحاقك بالمدرسة والجامعة أو دخولك عالم العمل والزواج وغيرها من الأمور الحياتية داخل المجتمع. وتلك الأرقام يحددها الآخرون ولا دور للإنسان فيها، لكن هنالك أرقاماً يحددها القلب بإيعاز منك، فاحرص على عدم رفع سقفها الرقمي! فكم من إنسان يبدو شاباً وهو في الستين، وكم من شاب حكم على نفسه بدخول عالم الشيخوخة مبكراً!

خلاصة الكلام، قد تبدو حبة الرمّان من الخارج قاسية وجافة ولونها شاحب، ولكنّها تحوي حبّات حمر كالورد طعمها يفوق لذة العسل، فمهما تأثر جسدك بالحتمية العُمرية وتغيرت ملامحه، حافظ قدر ما تستطيع على حيوية قلبك وروحك!

شارك المقال