احبس نفسك يا لبناني!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

لطالما أمضينا عمر الطفولة نتحدى بعضنا البعض، من يستطيع حبس النفس لمدة أكبر، ولكن لم نكن وقتها نعلم أننا عندما نكبر قليلاً سوف نعتاد على حبس النفس في كل لحظة من لحظات حياتنا. طبعاً في بلد مريض كلبنان أنهكته النكبات والأزمات، أصبح المواطن اللبناني يحبس النفس عند كل هزة أو حادثة… ولا يقتصر ذلك على الصعيد الأمني وحسب، إنما على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية… وهو يراقب كيف تضيع حياته وسط الضبابية القاتمة في هذه البلاد.

وهنا، عليك أن تتحدث عن حبس النفس “البيئي” فقد ضقنا ذرعاً بالحديث عن السياسة وما أوصلنا إليه الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي نحن عليه. بدايةً مع الروائح الكريهة التي تفوح بشكل غير اعتيادي من مطامر الذل والفساد، للدلالة على حجم الفساد وضعف “إدارة” السياسيين لهذا الملف وخاصة ممن يشرف على المطامر، فأصبحت الرائحة لا تطاق أبداً. أين المسؤولون ووزارة البيئة من ذلك؟ لماذا الصمت والاهمال الكبير لهكذا مسألة وما تمثله من خطر كبير على صحة الناس، والبيئة المحيطة بهم؟!

كل ذلك، ولا تزال أكوام النفايات تتكدس في الشوارع الرئيسة والفرعية في البلدات والقرى اللبنانية من دون أي معالجة جدية وواضحة. وإذا حاولت التواصل مع وزارة البيئة بشخص وزيرها، فلا اجابة من “مسؤول” على سؤالك.

لذلك سألنا أنفسنا، هل لا يزال هناك نفس لدى اللبناني لكي يحبسوه؟! وعلى وزارة البيئة “المسؤولة” أن توضح للرأي العام ما الذي يجري داخل المطامر، وهل تقوم بدورها في معالجة موضوع النفايات المتراكمة على الطرقات مع الشركات المختصة، والتنسيق مع مصرف لبنان لحل المشكلة المالية المزعومة، أو أن تخرج الى اللبنانيين وتقول لهم ان المشكلات ليست بيئية إنما سياسية ولها أربابها… وبذلك يقتضي التوضيح بالكامل.

شارك المقال