الغرف السوداء تنشط قبل الانتخابات!

يارا نصر
يارا نصر

تحت شعار “ثقافتهم موت ثقافتنا حياة” ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتشار مقطع فيديو يظهر فيه رجل معمّم يدعى الشيخ نظير جشي أثار الجدل بخطابه متعمداً الإساءة إلى مناطق مسيحية سياسية في لبنان.

وعلى خلفية شعار “حزب الله” الانتخابي “باقون نحمي ونبني”، هاجم جشي حزب “القوات اللبنانية” بكلام حمل إساءات عنصرية واضحة لطائفة من اللبنانيين، ليتبين فيما بعد أنه لا يمت بأي صلة الى “حزب الله”، وبأن هذا الرجل منتحل صفة رجل دين وهو من أصحاب السوابق.

الفيديو الذي أثار موجة استنكار عارمة وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنه حرّف بتقنية “deep fake”، وبأن الخلفية ألصقت وراءه لتؤكد أنه تابع للحزب.

ولاحقاً، أصدرت قيادة “حزب الله” في منطقة جبل لبنان والشمال بياناً استنكرت فيه “هذا النوع من التصريحات المشبوهة الصادرة عن المدعو جشي”، معربة عن أسفها لـ “إستغلال البعض هذا التصريح المشبوه الذي لا يمثل أي وزن ، وبناء ردود أفعال سياسية وانتخابية غير واقعية تساهم في الشحن الطائفي والمذهبي البغيض”. ودعت “أهلنا الكرام في جبيل وكسروان الى عدم الاستماع الى هذه الأفكار التي صدرت عن منتحل صفة شيخ وعن جهات سياسية تصطاد دائماً في الماء العكر”.

وما سمّاه جشي بـ “ثقافة الدعارة والمخدرات على شاطئ جونية وجبيل”، نال ردود فعل رافضة من سياسيين واعلاميين وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. ورد عليه نائبا “القوات” في جبيل وكسروان زياد الحواط وشوقي الدكاش، فقال له الأول: “فشر”، والثاني: “طهّر نيعك!”.

ينشغل السياسيون بالانتخابات النيابية التي ستجرى في ١٥ أيار المقبل، فيما ينشغل اللبنانيون بالهم الاقتصادي والمعيشي الخانق، وإن كانوا يعوّلون على هذه الانتخابات كي تنقذهم وتنقذ لبنان من الأوضاع المستعصية التي يمر بها، ولكن ولأغراض انتخابية بحتة، يبقى البعض منهمكاً بالتلاعب بعقول بعض اللبنانيين لتحقيق غاياته القذرة، في معركة

مشرّعة على كل أساليب التحريض السياسي والطائفي.

شارك المقال