الآمال بالتغيير طارت مع دولار الانتخابات

سهى الدغيدي‎‎

إقتربت الانتخابات وبدأ الجميع يشحذ الهمم ويشد المئزر ويسبك الشعارات التي تطرب الآذان وتزلزل الكيان ليجمع الأتباع والمريدين الذين يأخذون بيده إلى مقعد في مجلس النواب.

وهذا شأن جميع النواب، فالمرشح منهم يبذل جهداً رهيباً ويبدي من التواضع والاحترام قدر المستطاع ويخفض جناحه للجميع، فيزور المريض ويعزي بالميت ويعد الجميع بأن يأتي لهم بلبن العصفور وأن يجفف الأنهار وينقل الجبال من مكانها وأن يعمل على سد ثقب الأوزون، وبعد أن يصل إلى هدفه تجده شخصاً آخر.

لم يعد خافياً على أحد أن جميع القوى، ومن دون استثناء، ترفع في الموسم الانتخابي شعارات “شعبوية” على “مدّ عينك والنظر”. فالأولوية بالنسبة إلى هؤلاء هي الانتخابات النيابية، وما يمكن أن تحصل عليه هذه الجهة أو تلك من أكبر عدد من النواب، حتى ولو كان ذلك على حساب المصلحة العامة ومصلحة المواطن.

في كل مرة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية ندعو الناخبين إلى حسن اختيار النائب المناسب الكفء المشرّف لقبة البرلمان، الذي يعمل بجد واجتهاد لتطوير العمل النيابي. كل مرة نردد أن إعطاء صوت الناخب هو عملية تؤطرها الأمانة والولاء للوطن من خلال اختيار مرشح مناسب للمجلس النيابي. كل مرة نؤكد أن قوة البرلمان مصدرها وعي الناخب لترشيح نواب فاعلين حريصين على الوطن يدفعون بالعملية الإصلاحية إلى الأمام، بفضل عزيمتهم وقوة تمثيلهم في البرلمان، ولا يأتي ذلك إلا من خلال الاختيار الصحيح لأشخاص متخصصين ومؤهلين للعمل.

اختلف المشهد هذه الانتخابات عما كان عليه في السنوات الماضية، فالشعب اليوم في حالة مزرية ولأنه بحاجة ماسة الى المال يبيع صوته وغداً يبكي على الأطلال.

“الفريش دولار” يتكلم والمبالغ طائلة وقسم كبير من الشعب سيأخذ المال مقابل صوته.

الوجوه نفسها عائدة مع تغيير في بعض الأسماء فقط.

الأمل في التغيير والتجديد ضاع مع أول 100 دولار، فالمعارك طاحنة والسباق مع من يدفع أكثر.

الشعب مخدر وغير واع لما يقوم به، فنتيجة هذه الأعمال ستكون جوعاً ما بعده جوع.

كل الآمال بالتغيير طارت في مهب الريح، والثورة لم يبق منها غير اسمها… فلبنان بلد الأحزاب وسيبقى!

شارك المقال