بين الانتخابات والأمل.. آخر خرطوشة للشباب

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أيام قليلة مضت على الانتخابات، أُعلنت النتائج، وأصبحت الصورة بالأرقام واضحة، ولكن بالمضمون غامضة.

كان للشباب رهانٌ كبير على نتائجها الايجابية، وقدرتها على إحداث صدمة، كما أنّه حاسب الفاسدين وكانت أصوات هذه الشريحة، أصوات فصل، خصوصاً في صناديق الخارج، حيث غلب التهافت على الاقتراع وانتخاب نواب التغيير.

ينقسم الشباب الى قسمين بعد اعلان النتائج: قسمٌ متفائل ويعتقد أنّ النتائج أكثر من جيّدة، والقسم الآخر لم تعجبه وكانت آخر خرطوشة أمل لديه.

يرى القسم الأوّل أن التغيير في بلدٍ مثل لبنان، صعب وسيأخذ وقتاً طويلاً، وما أثبتته هذه الانتخابات أنّ التغيير قادم حتماً فهنالك فئة كبيرة من المواطنين أصبحت أكثر وعياً وخلعت ثيابها الطائفية والعقائدية. ويقول أحمد زين (٢٦ عاماً) إنّه لم يكن يتوقّع نتائج هذه الانتخابات، فتارةً كان يشعر بأنّ التغيير قادم وأنّ الجميع لن ينتخبوا الفاسدين، وتارةً أخرى كان يشعر بالإحباط عند مشاهدة فيديوهات لمواطنين يهتفون باسم زعيمهم. ولكن بعد صدور النتائج انتابه فرحٌ شديد، إذ رأى أن النتيجة ايجابية جداً لا سيما أن هذه الانتخابات أسقطت أسماء تاريخية في عالم السياسة وهذه خطوة أولى نحو التغيير. ويضيف: “أعلم أن النواب التغييريين لا يزالون أقلية نسبةً الى نواب الأحزاب ولكن استطعنا اختراق المجلس من بابه العريض، ودورةً بعد دورة سوف يتغير ذلك. نأمل في التغيير، وفي جعل دور الشباب فاعلاً في لبنان لنحدّ من هجرته وفقدانه”.

أمّا الشباب في الاغتراب، فينضم الى القسم الأول، اذ أنّه متفائل أيضاً بنتيجة الانتخابات. وتؤكد مايا ضنّاوي، وهي مغتربة في بريطانيا، أنّها فرحة جداً بنتائج الانتخابات وقد استعادت الأمل من جديد ببناء وطن، مشددة على فكرة أنّ التغيير قادم ولو ببطء. وتقول: “ولّى زمن وراثة المناصب، صحيح أنها لا تزال موجودة ولكن مع الاستحقاقات النيابية المقبلة ستختفي. الشعب عانى، ولا يزال يعاني، حتّى نحن في الخارج، غادرنا لبنان لنعود اليه ونحمل خبراتنا التي اكتسبناها ونكون جزءاً من نهضته”. وتتوجه مايا برسالة الى المواطنين قائلة: “لا تصفّقوا لنواب التغيير، ولا تضعوا صورهم ولا تفدوهم بالدم، كي لا نعيد غلطة الماضي. النائب موّظف مهما كان جيّداً”.

أما القسم الثاني من الشباب، فهو غير راض عن نتائج الانتخابات. انتخب التّغيير ولكن اعتقد أن هذا الشّعب الذي أصبح ينادي بالتغيير والثّورة سوف ينتخب التغيير أيضاً، ولكنه فوجئ بأن نسبة كبيرة من اللبنانيين بعد الثورة عادت الى زعمائها. ويقول محمد: “للأسف اعتقدتُ أن هذه الانتخابات ستقلب الموازين ويكون لنواب التغيير كتلة أكبر ولكن العتب على الشعب اللبناني الذي لن يتعلّم الدرس ويكون وفيّاً للبنانيّته ومستقبله فقط. هذه كانت آخر خرطوشة قبل أن أقرر الهجرة لأّنني لم أعد أثق باللبنانيين”.

شارك المقال