LIVE LOVE MAZBOUD من الناس وللناس

حسين زياد منصور

صحيح أن مزبود القابعة في إقليم الخروب بلدة صغيرة، الا أن شبابها وشاباتها ينبضون بالحيوية والنشاط، ويتمتعون بقلوب كبيرة، ويجتمعون مع بعضهم البعض يداً واحدة في سبيل خدمة “الضيعة” وأبنائها من دون تفرقة، متناسين بذلك اختلافاتهم السياسية والعائلية، فأمام مصلحة مزبود الكل يضع أهدافه ومصالحه الشخصية جانباً.

انها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها شباب LIVE LOVE MAZBOUD بأعمال لصالح البلدة وأهلها، فهؤلاء المتطوعون أخذوا على عاتقهم منذ سنوات تجميل “الدرب” المؤدي الى “وادي الدلب” في مزبود حيث تبسط الطبيعة سيطرتها، الى جانب تنظيفها والمحافظة عليها، فضلاً عن حملة التشجير التي يقومون بها كل سنة لزرع أشجار الصنوبر بطريقة لا تلفت الانتباه كي لا يتم تخريبها، والأمر نفسه في “الشير” بجيرو.

خاض الشباب عدة حملات تنظيف وترتيب لهذه الأماكن كونها منفذ المزبوديين وأهالي إقليم الخروب للتسلية والسهر وممارسة هواياتهم المفضلة والمتعددة، كما يقصدها البعض من خارج إقليم الخروب والشوف لممارسة الـ HIKING.

وفي هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لم ينس شباب LIVE LOVE MAZBOUD الأسر المتعففة ومن لم يتمكن من شراء ما يستره خلال فصل الشتاء، فكانت حملة “خير ودفا” خير خطوة، اذ كان الهدف جمع الملابس الفائضة عن حاجة البعض وتوزيعها على من يحتاجها ويستحقها.

ومنذ أسابيع، بعد وفاة ابن مزبود المرحوم محمد فهمي في احدى القرى المجاورة نتيجة الحفر المزروعة على الطرق، كان محمد المزبودي ورفاقه حاضرين في عمل تطوعي جديد وهو اغلاق الحفر و”الجور” ضمن نطاق بلدة مزبود.

اليوم، تقود LIVE LOVE MAZBOUD بدعم من أهالي البلدة مشروع انارة الشوارع على الطاقة الشمسية في ظل غياب التيار الكهربائي فترات طويلة.

يقول محمد المزبودي أحد الناشطين في هذا التجمع لـ “لبنان الكبير”: “انارة شوارع البلدة فكرة يتم التخطيط لها منذ مدة، تأخرنا في تنفيذها كي لا نتخطى عمل وواجبات المعنيين والمسؤولين عن هذا الموضوع، كالبلدية مثلاً، حتى وصلنا الى مرحلة لم يقدم أي أحد على خطوات مشابهة مفيدة”.

ويوضح أن “حادثة وفاة محمد فهمي إثر سقوطه في حفرة مليئة بالماء في شارع لا توجد فيه انارة، كانت البداية في معالجة الحفر، تفاعل الناس معنا وقدموا لنا الحب والعطاء الى جانب الدعم، فقررنا المضي بالمشروع للوصول الى إنارة الطرق”، مشيراً الى أن “الناس تجاوبت مع طلب المساعدة وقدمت التبرعات التي ساعدتنا على القيام بالخطوة الأولى في شراء المعدات وتركيبها”.

ويضيف: “بعد نشر صور لعملية تركيب المعدات منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، تلقينا المزيد من الدعم والتشجيع من أناس أحبوا ما قمنا به، وفي الأسبوع المقبل سنستكمل الخطوة الثانية من العملية، وسنعمل على تأمين الانارة في جميع طرق مزبود وأحيائها بإذن الله”.

ويشكر “جميع الأهل الذين ساعدوا وساهموا ودعموا لإتمام هذا المشروع المهم جداً للبلدة والذي تقدر كلفته بحدود ١٠ آلاف دولار أميركي”، مشدداً على أن “هذا المشروع هو من الناس وللناس”.

تقدم LIVE LOVE MAZBOUD نموذجاً للعمل الشبابي الناجح والمثابر المعطاء، على أمل توسع هذه الظاهرة المميزة الى باقي القرى والمناطق المجاورة، والتطلع الى تعاون مشترك بين التجمعات والجمعيات الشبابية في هذه المناطق.

شارك المقال