اللبنانيون الى السياحة الطبيعية در

حسين زياد منصور

لطالما كانت السياحة في لبنان لاعبا أساسياً في استقطاب الأموال الى الخزينة اللبنانية، فالفصول الأربعة ملأى على الدوام بالنشاطات المتنوعة التي شدت الأشقاء العرب والسياح الأجانب الى قضاء عطلهم وأوقاتهم في لبنان. كل ذلك انعكس إيجاباً على الدورة الاقتصادية من مختلف الجوانب، فإلى جانب الدولارات وغيرها من العملات الصعبة التي يجلبها السياح تتوافر فرص عمل وإن كانت موسمية للشباب وتساعده على تأمين قوته واعانة عائلته.

شكلت البيئة والثقافة والمناخ المعتدل الى جانب الآثار دعامة السياحة، التي تميز بها لبنان وكانت صلته بكل مقوماتها مع محيطه العربي والإقليمي والعالمي. وعلى الرغم من اهتزاز الاستقرار الأمني والسياسي الا أن السياحة بقيت صامدة، واليوم في ظل غلاء المعيشة وانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، وعدم قدرة معظم اللبنانيين على السفر والانتقال خارج البلد، يستعيض الكثيرون عن ذلك باستكشاف وطنهم والقيام برحلات سياحية داخلية لزيارة المعالم المعروفة والمشهورة مثل مغارة جعيتا والمتاحف والقلاع الأثرية والمساجد والكنائس التاريخية، فيما يلجأ البعض الآخر الى السياحة الطبيعية التي انتشرت بصورة كبيرة في الأشهر الماضية وخلال فصل الصيف، فالطبيعة اللبنانية التي تضم الكهوف الى جانب الآثار الاغريقية والرومانية تهم مختلف الفئات.

التنوع الجغرافي والطبيعي والمناخي، جذب الشباب الى السياحة الطبيعية، اضافة الى ممارسة مختلف أنواع الرياضات في الهواء الطلق وضمن الغابات الخضراء بجانب الأنهار والجبال والوديان.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” يقول طارق البلوز أحد القيّمين على مشروع TRUE ADVENTURE: “نقوم برحلات الى مختلف المناطق اللبنانية للتعرف أكثر الى الطبيعة فيها والأماكن التي تتميز بها ولتشجيع السياحة الداخلية وخاصة الطبيعية، التي تقترن برياضة الـ HIKING، وممارسة الرياضة في الطبيعة واستنشاق الهواء النظيف ما يساعد في تخفيف التوتر وتهدئة الأعصاب. إضافة الى أنك حين تسير في الأماكن التي تضم أنهاراً ستجد آثاراً متعددة أبرزها الطواحين التي تعمل على ضغط الماء ولا تزال موجودة في الكثير من المناطق اللبنانية”.

يضيف البلوز: “في كل مرة نخوض مغامرة جديدة، تتوسع دائرة الراغبين في الانضمام الينا ويزداد عددنا، وفي احدى المرات انضم الينا سائح مصري وخاض معنا تجربة السياحة الطبيعية”.

ويشير الى أن “وزارتي البيئة والسياحة لا توليان الكثير من الاهتمام لهذه المواضيع، فعلى سبيل المثال سد المسيلحة أنشئ بغية تجميع المياه والافادة منها، الا أنه فشل في حين قطع الكثير من الأشجار وخرّب الجبل. الأمر نفسه يسري على سد بسري، فسهل بسري كبير وواسع ويعود بالخير والنفع على الأراضي الزراعية”، آملاً “أن تلقى السياحة الداخلية وخاصة الطبيعية في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، اهتماماً من المعنيين”.

شارك المقال