الاستشارات في خبر هوكشتاين

حسين زياد منصور

تمكن المجلس النيابي الجديد من انهاء مهمته الثانية بتشكيل اللجان، وخلافاً لما حصل في السنوات الماضية من توافق بين الكتل، شهد انتخابات ستسجل في تاريخ السياسة اللبنانية وإن كانت شكلية فرضها إصرار النواب “التغييريين”، اعتقاداً منهم بالقدرة على إحداث “شقلبة” في رئاسة هذه اللجان، لكن معركتهم كانت خاسرة بامتياز.

وها هم النواب الجدد بانتظار دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى إجراء استشارات تنبثق عنها تسمية رئيس للحكومة.

لم تتم الدعوة الى هذه الاستشارات حتى الآن، وجميع الأطراف تتريث، فهذه الحكومة قد تكون آخر حكومة في “العهد القوي”، وستتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية إن لم ينتخب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية عون وهو السيناريو الأقرب الى الحصول.

وفي ضوء هذا التأخير في الدعوة الى الاستشارات للاتفاق على شكل الحكومة المقبلة، هناك من يطالب بإبقاء الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، لاستكمال ما بدأ به، فيما يدعو آخرون الى التغيير.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” علق الصحافي والمحلل السياسي طوني أبي نجم على ملف الاستشارات النيابية بالقول: “أولاً لا أحد يعلم لماذا رئيس الجمهورية لم يقم بالدعوة الى الاستشارات حتى الآن، بينما كان من المفترض أن يدعو اليها فور انتخاب رئيس للمجلس. وبالتالي كل هذا التأخير، أصبح استراتيجية يعتمدها الرئيس عون نوعاً ما لاعتباره موقع رئاسة الحكومة غير موجود وهو الذي يقرر”.

أضاف: “انطلاقاً من ذلك تكون البداية، فنطالب كل النواب بإعادة الاعتبار الى موقع رئاسة الحكومة ومن سيتولاها فتكون على قدر هذا المركز وغير خاضعة لرغبات رئيس الجمهورية. وانتظار الدعوة الى الاستشارات لما بعد زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، يبدو وكأن رئيس الحكومة أو الرئيس الذي سيكلف يجب ألا يكون معنياً بالمفاوضات أو بمتابعة ملف مهم جداً على صعيد لبنان”.

وتابع: “اما على صعيد النواب التغييريين والسياديين، فبدأنا نسمع أنهم يضعون معايير، لكن وحدة الموقف أهم من ذلك، إن لم يتمكنوا من الاتفاق على تسمية شخصية محددة تنطبق عليها المعايير وتمتلك برنامجاً للمرحلة المقبلة فسيسمحون من جديد لحزب الله بتأمين الأكثرية واستحضار رئيس حكومة تابع له. دائماً عندما تضع مشروعاً وتمتلك اسماً تضمن الالتفاف حولك، اما إذا كانت هناك حالة من التشرذم فلن تتمكن من الوصول الى أي مكان”.

وعن السيناريو الأقرب الى الحصول، اعتبر أن “الرئيس ميقاتي هو من يملك العدد الأكبر من الأصوات بين كل الخيارات المطروحة، انما لن يكون قادراً على التأليف، فقد تكون هناك شروط تعجيزية من التيار الوطني الحر، وتشكيل حكومة بهذه الشروط خلال 4 أشهر أمر مستحيل”.

من جهته، رأى الكاتب السياسي شادي نشابة أن “أي شخصية لم تتمكن من مزاحمة الرئيس ميقاتي، على الرغم من بعض الطروح من فريق رئيس الجمهورية مثل جواد عدرا وصالح نصولي، لكن أياً منها لا يملك الفرص فالرئيس ميقاتي يتقدم بأشواط على هذه الأسماء. هناك لعبة مع الوقت لبلورة مشروع تشكيل الحكومة، طبعاً هناك شروط من أفرقاء مختلفين بخصوص هذا الملف، لهذا السبب حتى لو تم التكليف فلن يكون هناك تأليف. تشكيل الحكومة صعب جداً بسبب وجود شروط عالية السقف، تارة نتحدث عن حكومة سياسية وتارة أخرى عن موضوع التمسك بوزارات معينة، الا إذا أخذ قرار بتشكيل حكومة تشبه الحالية، في هذه الحالة لا لزوم لها بوجود حكومة تصريف الأعمال فلم يتبق سوى أشهر قليلة على نهاية العهد”.

وأكد أن “لا تأليف الا إذا كانت هناك تنازلات عدة وهو أمر صعب جداً في هذه المرحلة الحساسة خصوصاً في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية”.

واعتبر أن الأولوية في المرحلة الحالية “هي في مجلس النواب، لأن أي اتفاق سيكون للحكومة المقبلة حول ملف الكهرباء أو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، فالإطار الأولي لخطة التعافي والاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي حوله من الحكومة الى مجلس النواب. وبالتالي الدور اليوم على مجلس النواب من إقرار القوانين الرئيسة المتعلقة بصندوق النقد الدولي والموازنة والكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف”.

بين انتظار هوكشتاين وتقدم ميقاتي على غيره من المرشحين على الرغم من ضبابية المشهد، تبقى اللحظات الأخيرة هي الحاسمة خصوصاً في ظل المماطلة في الدعوة الى هذه الاستشارات.

شارك المقال