بعد توقف البت بطلبات قروض الإسكان منذ حوالي ثلاث سنوات، ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية والتدهور الخطير في قيمة الليرة، يحاول لبنان النهوض من أزماته التي أنهكت كافة القطاعات وألقت بثقلها على المواطن وأثرت بشكل سلبي كبير في الشباب اللبناني، هذه المرة من خلال مبادرة مصرف الإسكان التي دخلت حيز التنفيذ.
عادت قروض مصرف الإسكان الذي بدأ تلقي طلبات القروض من جديد، شرط أن لا تزيد مساحة الشقة عن الـ١٥٠ مترا مربعا وعلى أن يكون الموقع خارج العاصمة والمدن.
كان لموقع “لبنان الكبير” حديث مع مسؤول مصرف الإسكان أنطوان حبيب الذي أكد أن الشباب اللبناني كان متعطشا لهكذا مبادرة ففي فترة لا تتعدى الأسبوعين زار موقع المصرف ما يفوق المئة ألف شخص للاطلاع على الشروط والأوراق المطلوبة، مؤكدا أن عدد من يهيئ أوراقه استعدادا لتقديم الطلبات لا يقل عن ١٠ آلاف شخص، إلّا أن الإضراب الحالي للمؤسسات العامة في لبنان قد يؤخر استكمال المستندات.
وعن تمويل المصرف قال حبيب أن مصادر التمويل متعددة منها المصرف المركزي وبعض المصارف التجارية إضافة إلى أموال خاصة وأموال الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومقره الكويت، علما أن حبيب ناشد المسؤولين سابقا التفاهم مع الكويت لتسييل وتحويل المبالغ إلى لبنان للبدء بمنح القروض.
ويوضح حبيب أن هذا التمويل يهدف لتغطية طلبات القروض السكنية الواردة على الموقع مشددا على ضرورة زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالمصرف للاطلاع بشكل مفصل على الشروط، أبرزها الموقع الجغرافي والمساحة اللذان ذكرا آنفا إضافة لدخل صاحب الطلب الذي عليه أن يكون أكثر من ستة ملايين وأن لا يتعدى ٢٠ مليونا لأن هكذا قروض مخصصة لذوي الدخل المحدود فقط. ومن الشروط الأخرى البارزة هي وجوب أن يكون مقدم الطلب في سوق العمل فترة لا تقل عن ثلاث سنوات مع حساب مصرفي خلال هذه الفترة، علما أن مصرف الإسكان رفع تقديره للحد الأدنى للأجور من ٦٧٥ ألف ليرة إلى ستة ملايين ليرة و٦٧٥ ألفا. بات سقف القرض السكني مليار ليرة لبنانية، يتم تقسيطها على دفعات تُسدد بالليرة اللبنانية ولمدة ٣٠ عاما.
ودعا حبيب المصارف الأخرى الى منح اللبناني قروضا سكنية وترميمية وللطاقة الشمسية على غرار مبادرة مصرف الإسكان، مثنيا على جهود بنك ‘لبنان والمهجر’، لإطلاقه قروضا سكنية وقروضا للطاقة الشمسية من جديد.
إن قروض مصرف الإسكان ليست مقتصرة على السكنية منها بل يمنح أيضا قروض ترميم قيمتها ٤٠٠ مليون ليرة تقسط على ١٠ سنوات بفوائد محدودة إلى جانب قروض الطاقة الشمسية.