لا زال الرصاص عامراً في دياركم

سهى الدغيدي‎‎

اعتاد اللبناني على اطلاق الرصاص في الهواء احتفالاً بولادة طفل أو باطلالة زعيم على شاشة التلفزيون، بفوز مرشح في الانتخابات أو بنجاح تلميذ في شهادة تعليمية، في مأتم شاب قتل في حادث سير أو على الجبهات، في مناسباته السعيدة والحزينة…

ولكن الغريب طوال هذه السنوات وعلى الرغم من كل ما تمر به البلاد، هو كلفة الرصاص الذي يطلق تعبيراً عن السرور والابتهاج.

ففي ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وارتفاع الدولار الى عتبة الـ ٣٠ ألف ليرة لبنانية، هناك سؤال يجول في خاطرك: من أين تأتي مصاريف الرصاص؟

بعد كل الغلاء المعيشي الذي نعيش فيه فالكماليات كذلك ارتفع سعرها بحيث بلغ سعر الرصاصة الواحدة دولارين كحد أدنى! اذاً أصبحت كل طلقة تكلف مبلغاً مرقوماً، وهذا لا يختلف كثيراً عن سعر المفرقعات النارية.

وكأنه أصبح طقساً اجتماعياً أو عادة من العادات والتقاليد، على الرغم من كل التحذيرات التي تقوم بها وزارة الداخلية، الا أن البعض يأبى أن يستمع أو يتقيد بالتعليمات، فيما الذعر يدخل جميع البيوت اللبنانية في مختلف المناطق، خوفاً من رصاصة طائشة يمكن أن تخترق جسد مواطن أو أحد أطفاله.

هذا هو اللبناني على الرغم من كل الصعوبات التي يمر بها، الا أنه يعيش كل يوم بيومه، فما في الجيب يصرف واليوم الثاني رزقه على الله!

شارك المقال