“البهورة” ملح الشباب

سهى الدغيدي‎‎

مأساة جديدة وظاهرة من مظاهر العنف ملأت أرجاء العالم واجتاحته، حتّى شباننا ليسوا بمعزل عنها، فقد طالتهم كما طالت غيرهم لأنَّنا أصبحنا نعيش في عالم صغير متقارب وكأننا في مكان واحد، إنّها ظاهرة حمل السّلاح.

ولكن من يمتلك حق حمل السلاح؟ وأي سيكولوجية تعطيه هذا الحق؟ هل هو الشعور بالقوة أو الفوقية، أم أنه تعبير عن اكتمال الشخصية؟

إنها خطورة بحد ذاتها بل كارثة على حامله قبل أن تكون مشكلة في وجه غيره. هي كارثة على المجتمع ككّل تحت وطأة الغضب، وتؤدي في حالات كثيرة الى الوفاة، وتضع حملة السلاح في مواقف صعبة وقد تكلّفهم حياتهم .

لا يمرّ يوم من دون أن نسمع فيه عن حادثة من هذا النوع، فقد باتت الأيام حافلة بالمشكلات الشخصية التي لا تخلو من استعمال الأسلحة وأودت بحياة العديد من شبابنا وأحسنهم جرّاء ”البهورة” بحمل السلاح وعن طريق الخطأ.

لم يعد ابن العشرين يستعمل يده للضرب، فلا تكاد تقع مشكلة والاّ ويحضر السلاح بين يديه ويبدأ باطلاق النار. واللافت ما بتنا نراه مؤخراً لدى دخول مطعم أو حفلة، من تصدر السلاح الطاولة علناً، اذا لم يكن على وسط أحد الأشخاص هناك، وما أكثرهم.

في ظل غياب الدولة وتحقيق العدالة والمساواة، كل يريد أن يأخذ حقه بيده. والى حين بناء دولة عادلة يكون الكل فيها متساوٍياً… تصبحون على وطن وعلى شباب واعٍ.

شارك المقال