يوم القيامة 

كريستيان زوين

لم تبدأ فعليّاً الحرب الأهلية اللّبنانيّة في ١٣ نيسان سنة ١٩٧٥، فقد حاول الكثيرون إحتلال الأراضي اللبنانية قبل ذلك لكن محاولاتهم باءت بالفشل سواء كانوا أتراكا أو فرنسيين، أو سواء كانوا فلسطينيين أو سوريين وغيرهم…

تعود مقدمة الحرب إلى سنة ١٩٦٨ أي بعد هزيمة مصر وسوريا سنة ١٩٦٧، فتغيرت موازين القوى في الداخل اللبناني وبدأ السباق نحو التسلّح.

١٣ نيسان،  ذلك التاريخ المشؤوم للّبنانيين لم يمرّ مرور الكرام، فقد اندلع قتال في عاصمة السلام بيروت ولم يتوقف حتّى إتفاق الطائف سنة ١٩٩٠ .

حاول الفلسطينيون مراراً وتكراراً جعل لبنان موطنهم الثاني بعدما أن إحتل الإسرائيليون بلادهم. فالشرارة الأولى كانت عند محاولة اغتيال السياسي اللبناني وقائد حزب الكتائب آنذاك الشيخ بيار الجميل، والتي نفّذت على يد  مجموعات فلسطينية في منطقة عين الرمانة.

ورداً على محاولة الإغتيال، هاجم عناصر حزب الكتائب حافلة تنقل عناصر من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” ما زالت تعرف الآن ببوسطة عين الرمانة.

لم تنته المعركة هنا فبعد أشهر على الحادثة، تم العثور على أربعة أشخاص من “الكتائب” مقتولين، ومن تلك اللحظة اندلعت الشرارة الفعلية للحرب .

انقسمت بيروت بين الشرقية والغربية، ومن هنا اندلعت حرب الآخرين على لبنان.

السبت الأسود… إقتحام الكرنتينا… لم تخلف الحرب سوى آلاف القتلى والجرحى وملايين المهجرين، فلا أحد يستطيع نسيان مجزرة الدامور التي قتل سكانها على أيدي المنظمات الإرهابية الفلسطينية.

بالنسبة إليّ كشاب لبناني خسرت عائلتي أفراداً قدّموا نفسهم على مذبح الوطن، ولكن في المقابل قدّموا لنا دولة حافظوا فيها على كل شبرٍ منها .

فلا حرب المئة يوم ولا القصف العشوائي للسوريين والفلسطينيين ردعت القوات المسيحية، ومنها القوات اللبنانية التي قادها قائد يفتقده لبنان اليوم إسمه بشير الجميل، ذلك الإسم الذي ما زال حتى يومنا هذا محفوراً في ذهني وفي أذهان غالبية الشعب اللبناني، ومع إغتياله إغتيل لبنان الحلم.

في حين قامت الحكومة العسكرية بقيادة العماد ميشال عون ومع تعيين سليم الحص رئيسا للوزراء، خلّف هذا الإنقسام نوعاً جديداً من الحرب إنتهت سنة ١٩٩٠ حيث ولد إتفاق الطائف الذي هو دستور لبنان الجديد.

وأخيرا سأبقى متمسكاً ببلادي ليعيش الجيل القادم بسلام، كما ترك أباؤنا وأجدادنا لبنان المستقل بلا حرب وبلا محتل.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً