لو لم تكن الحرب الأهلية…

بكر حلاوي
بكر حلاوي
لو لم تكن الحرب الأهلية...

انها الذكرى ال ٤٦ لاندلاع الحرب الأهلية… ذكرى أليمة حملت معها مئات آلاف القتلى و الجرحى. 

كأيّ لبناني، أعتزُّ أنا كشاب بتاريخ بلادي منذ القدم، ولم أعرف من أهلي سوى “سنوات العز” التي يتحدث عنها أجدادنا، أي ستينيات و بدايات السبعينيات القرن الماضي، قبل أن تأتي الحرب و تنسف الحلم “الواقعي” وقتها.

كان لبنان بجماله و تقدّمه وثقافته، سيّد البلدان و قبلة الإنسان بكل المجالات. كان لبنان مقصد السائح والمريض والتلميذ والفنان، هو لبنان بعصره الذهبي الذي لم يكن يعرف أمراً عن هجرة الشباب بعد.

اندلعت الحرب، و هاجر الشباب و حتى العائلات و انتهى كل شيء. توقف الزمن عند العام ١٩٧٥ بينما أصبح العالم في العام ١٩٩٠. شهد العالم نهاية الحرب الباردة، و نحن كنا ما زلنا عالقين بحادثة “بوسطة عين الرمانة”… و بعد، صحونا عبر سعاة الخير و الدول الصديقة للبنان و حاولنا العودة والمواكبة، نهضنا بسرعة مثبتين قدرتنا على الصمود  كأرزِنا الشامخ… حتى عدنا اليوم لنتذكر أبغض الأيام.

أنا كشاب اتساءل اليوم: ماذا كان سيكون عليه الحال لو لم تكن تلك الحرب؟ 

من المؤكد أننا كنا من أوائل من ابتكر في هذا الشرق. كنا سنحوز على جواز سفر من الأقوى في العالم، بسياسة خارجية واضحة المعالم، كنا سنعيش بأفضل البلاد بمؤشر السعادة و التنمية البشرية عاليين،كنا سنكون أرضاً خصبة للشركات العالمية و المؤسسات الدولية و مراكز الأبحاث المتخصصة بالعلوم المعرفية والطبية، كنا سنكون القبلة للشرق والعالم بالثقافة والحوار.

لا تُحصى الميزات والأحلام التي كان سيكمل بها الزمان بعد العام ١٩٧٥ في لبنان، لكن بالتأكيد كنا سنكون من الرائدين للبشرية ويعلو اسم وطنناوأرزتنا، ولا نذكر كدولة مفلسة، شعبها جائع للحياة ونظامها بعيد كل البعد عن طموحات شبابها المُهاجر أو الساعي للهجرة.

في الذكرى ال٤٦ لوقوف الزمن في بلادي، لا يسعنا أن نقول الا أننا لن نفقد الأمل بلبنان، ولو للحظة، سنعيد “المجد الضائع” ونبني المجد الآتي للأجيال.. ليعود لبنان منارة الحضارة و درّة الشرقين.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً