جرح بيروت من الثورة إلى المرفأ

كريستيان زوين

عاصمة السلام، عاصمة الأمن والأمان.

إنها بيروت، تلك المدينة التي لطالما حلم الغزاة باحتلالها وطمح الأعداء إلى تدميرها، ولكن ما لبثت أن وقعت حتى نهضت يطرحة بيضاء كأنها عروس لبنان.

لم تعلم بيروت يوما أن دمارها سيأتي عبر حكام لبنان. لم تعلم أن ذلك المرفأ الموجود في داخلها سيدمّر على يد بعض حكامها الذين لا يبالون بالدماء التي سالت على الطرقات.

عادوا إلى نشاطهم كأن شيئاً لم يكن، غير مبالين ببكاء الأمهات اللواتي خسرن أولادهن وأطفالهن في إنفجار لم يدمر قلب بيروت فقط، بل دمّر لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه.

كُسِرَت بيروت مرات عدة آخرها 4 آب وأولها 17 تشرين.

تلك الثورة التي حملت مطالب معظم الشعب اللبناني، فالمظاهرات التي شهدتها العاصمة كسرت قلبها مرة ثانية، إذ كانت معظم الاحتجاجات تتحول من سلمية إلى تكسير وحرق المحلات التجارية وغيرها. الظلم الذي تتعرض له بيروت إن كان من تكسير أو من أحياء منكوبة أو حتى من نقص في البنى التحتية سواء كانت طرقات أم إشارات سير، لا يليق بها.

بيروت ستنهص من جديد رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، سوف تعود الحياة إلى شوارعها وسوف ينهض شعبها من جديد، فهي ليست “مكسر عصا” لا لزعيم معين ولا لطائفة معينة.

بيروت لكل لبنان ولكل شعب هذا البلد العظيم.

شارك المقال