الجشع السياسي يهدد قلاع التعليم بالسقوط

عبدالله ملاعب

عام ٢٠١٣ احتلَّ لبنان المرتبة العاشرة عالميًا بمستوى جودة التعليم والخامسة بالعلوم والرياضيات، وذلك بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي. أما اليوم فقد بات التعليم في البلاد يشبه هذا العهد الذي ابتلينا به. فبعد أن خسرنا “لبنان المستشفى”، بتنا أمام تهديدٍ حقيقي بخسارة “لبنان المدرسة والجامعة”، لا سيّما بعد أن جاءت حكومة حسان دياب التي سلمت السلطة التنفيذية للون واحدٍ استفحل بضرب كل القطاعات بفعل سمعتها السيئة في المحافل الدولية.

في حزيران ٢٠٢١، أي بعد ٨ سنوات على تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، رفع البنك الدولي تقريرًا ينذر بالدرك الذي وصل إليه التعليم في لبنان، ويطلق نداء بضرورة إصلاحه ومعالجة تراجع النتائج التي أتت نتيجة استفحال الفقر وارتفاع معدلات التسرب المدرسي التي لحظتها منظمة اليونيسف بتقريرها الصادر في الشهر نفسه، والذي يعلن أن ١٥٪؜ من الأسر في لبنان توقفت عن تعليم أبنائها.

المنظمات الدولية تهب اليوم لإنقاذ التعليم في لبنان الذي كان لجائحة كورونا دور بارز في ضربه، ولكن التصويب على الجائحة واعتبارها سبباً رئيسياً لضرب التعليم يعني تهربًا من المسؤولية، فلا بد من الإشارة الى القرارات العشوائية التي وصلت حدّ التناقض والصادرة عن وزير حبّذا لو ترك أقواله دون الشروع بأفعال عشوائية حولت التعليم في لبنان إلى خدمة تعطى للطبقة الميسورة ويحرم منها الفقير. وقد تجلّى ذلك بوضوح عبر القرارات التي تناولت الجامعات الخاصة.

إقرأ أيضاً: لبنان مهدد بخسارة شبابه بهجرة أبدية

التعليم في لبنان تنهشه بعض المدارس والجامعات الخاصة، عبر مُتَموليها ورجال أعمالها الذين ينعمون برخاء ما بعده رخاء ويجنون الأرباح على حساب مستقبل لبنان.

وفي ظل انعدام المعالجات المطلوبة للنهوض بالتعليم الوطني بشقيه المدرسي والجامعي، يتخبط قطاع التعليم وتضرب سمعة “لبنان المدرسة والجامعة” ويدفع الثمن لبنان الغد الذي كيف له أن يكون مشرقًا وناجحًا وأفضل من هذا الحضيض الذي نحن عليه بظل رزوح الطفل اللبناني تحت وطأة اسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ، حيث أصبح طفل من كل ١٠ أطفال لبنانيين منخرطًا بسوق العمل، و٤٠٪؜ من أطفال الوطن يعيشون في أُسر لا يعمل بها أحد؟

هي أرقام مرعبة، أما الأكثر رعبا فهو الجشع السياسي والإصرار على ربح معارك دونكيشوتية يظن أصحابها أنها ستعود بتعويمٍ سياسيٍ في حين إنّها تؤكد كل يوم لامبالاتهم القاتلة…

ارفعوا أيديكم عن ملف تشكيل الحكومة ودعونا نتنفس الصعداء!

شارك المقال