يريدون إخضاعنا لنرضى بلبنانهم

فراس خدّاج
فراس خدّاج

منذ اندلاع أحداث ١٧ تشرين ٢٠١٩ حتى اليوم، ما زال لبنان يواجه أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، بحيث فقدت الليرة أكثر من ٨٠% من قيمتها، وأصبح معظم اللبنانيين تحت خط الفقر. فقد شكّلت المرحلة الحالية نقطة تحوّل كبيرة في حياة الشباب اللبناني الذي بات يسيطر عليه اليأس والقلق الشديد حول المستقبل.

فكما اعتدنا في لبنان ينام شاب منا على كارثة ليستفيق على أخرى، لكّن هذه المرة ليست كارثة بل أعظم بكثير لتداعياتها الخطيرة وهي أزمة رفع الدعم عن المحروقات، فالسؤال المطروح لماذا المحروقات؟ ومن وراء رفع الدعم عن المحروقات؟ أهو سلاح جديد بيد السلطة الفاسدة تستخدمه في وجه ما تبقى من أملٍ للتغيير الشبابي؟!

وقد أصبح معلوماً أن السلطة الفاسدة قد فصّلت البلاد على قياسها بعيداً كل البعد عن تطلعات وآمال الشباب، أيّ بما يناسب مصالحها الداخلية والخارجية كضمانة لبقائها في الحكم .

فإليكم نبذة مختصرة عن حال الشاب اللبناني وحياته الصعبة التي يخوضها في ظل الأزمة الراهنة، بين انخفاض الرواتب بنسبة 75% بمقارنة بالدولار وتداعيات رفع الدعم عن المحروقات، التي تستهدفه بالمجمل .

فمجرد إقرار هذا الإجراء ويصبح ساري مفعول، نبدأ بارتفاع جنوني لفاتورة المولدات الكهربائية التي سيقفز الـ”خمسة أمبير” منها الى 4 ملايين ليرة، في ظل غياب معامل إنتاج الكهرباء، ما سينعكس بشكل خطير على جميع القطاعات ويكون بمثابة جرس إنذار إذا ما أقفلت كلياً تلك القطاعات.

شلل شبه كامل في حركة المواصلات والتنقل لأن تسعيرة النقل العام أصبحت تفوق٣٠ و٥٠ ألف ليرة، فتصّور كم ستكون كلفة الذي يمتلك سيارته الخاصة بعد الارتفاع القياسي لصفيحة البنزين لأكثر من ٣٣٦ ألف ليرة.

ستتوقف جميع الخدمات الموجودة في لبنان كالإنترنت والاتصالات… فساد البضائع والسلع الضرورية وجميع المواد الغذائية بسبب عدم توفر الكهرباء في المستودعات وكل ذلك غير ارتفاع الأسعار الجنوني لتلك السلع والمواد، ما يهدد في كلتا الحالتين الأمن الغذائي للمواطن اللبناني.

انعدام فرص العمل وتوقف ما تبقى من موظفين عن العمل بسبب إقفال المؤسسات الخاصة والمعامل والمصانع كافة. توقف الكثير من الجامعات والمدارس عن التعليم لعدم قدرتها على تأمين الكهرباء من جهة وعدم قدرتها على دفع رواتب الأساتذة من جهة أخرى، وفي حال صمدت ستكون أقساطها جنونية…

توقف محطات المياه الرسمية عن الضخ إلى البيوت لأن المحطات تحتاج الى الكهرباء… إقفال العديد من المستشفيات والمستوصفات في وجه المرضى وتزايد حالات الوفاة لعدم توفر المستلزمات الضرورية وشحّ الأدوية وفساد ما تبقى منها بسبب انقطاع الكهرباء… تعطيل الدوائر الرسمية والإدارات العامة. إقفال ماكينات سحب الأموال من البنوك بحجة الكهرباء… وأخيراً في القطاع الزراعي لن يتمكن المزارع من إنعاش حقله بالري بطريقة حديثة…

وأمام كل ذلك، ستضيع سنوات من حياة الشاب اللبناني وهو يبحث عن أبسط مقومات العيش الكريم في بلدٍ ضاقت فيه سبل العيش، لكن للأسف لن يجد ملاذاً له سوى الهجرة للخارج بعد ان خاب أمله بوطن أفضل يليق به وبطموحاته…

شارك المقال