نفسية “صفر ٪” … شباب لبنان رماد

كمال دمج
كمال دمج

يوماً بعد يوم تستفحل الأزمات ويغرق بلد العزَّة والحياة بالانحطاط والانعدام لأي سبيل من سبل البقاء حتَّى فَقَدَ معظم الشعب اللبناني وخاصة الشباب، قدراً كبيراً من المبادئ التي ترعى ديمومته كإنسان عاقل قادر على تخطي ما أتاه وبات مبدؤه الأساس “نفسي نفسي ويا رب السترة”.

فمع الأسف، لقد فُقِدَتْ مصطلحات “صباح الخير، مساء الخير، كيفك إن شاء الله بخير…”، من قاموس الحوار اليومي للبناني – هذا إن تبقى من حَيْلٍ للحوار- بعدما بات الخير من النوادر في حياة من فقدوا أدنى مقومات العيش الكريم، وبعدما بات العمر “كل ساعة بنذر” بسبب الفوضى والفلتان الأمني.

وبكلامٍ يدمي القلوب، يتحدث لـ “لبنان الكبير” شاب فضَّل عدم ذكر اسمه فيقول: “اللبناني ما بقيلو إلاَّ خيارين، إمّا المذلة وإمّا الانتخار، وإذا اللَّه بحبو بموت برصاصة طايشة أو بانفجار”.

ويضيف: “نفسيتنا صفر٪، تخيل صرنا مجرد ناجين لليوم، وبكرا أو بأي لحظة كل واحد فينا هو مشروع قتيل. تخيل الشاب اللبناني العَيّيش صار يفيق على موت ويغفى على دمار وصار حلمنا نتخرج من الطابور ناجحين”.
ويختم: “حرقوا أنفاسنا، حرقوا البلد… ما بقى عنا شي نخسرو”.

نعم، لقد ترمَّدَتْ حياة الشباب اللبناني ومستقبلهم وآمالهم وأمسوا تعساء ليس لديهم أي دافع للحياة، وبالطبع لا يتساوى “آكل العُصيِّ” مع عدادها أكان هذا الأخير من جهة المجتمع الدولي المتفرج ببرادة على الضربات العشوائية التي ينفذها معظم اللامسؤولين اللبنانيين، وهو المتحرك أصلاً وفقاً لمصالحه الإستراتيجية في المنطقة تحت مسمى حقوق الإنسان والديمقراطية التي لو طبقتْ لما وصل الدرك بنا إلى هذا الحد، أم من جهة بعض الدول الراعية لميليشيات إرهابية تفرض سيطرتها على مفاصل الدولة ومقدراتها باسم الدين وبعقيدة مزيفة أَلقَتْ بلعنتها على لبنان والمنطقة.

إنَّا وبالطبع محتلون بشتَّى أنواع الاحتلال وإنَّا لجزء من صراع يستحيل أن نكون منه على الحياد حتَّى لو أردنا هذا، إنَّا وبالطبع مستضعفون مُستغَلّون وإنَّا مع الأسف بحقِّ أنفسنا منافقون حَكَّمنا بنا الجهل فسلَّمنا أقدارنا لقاتلينا وجلسنا نندب حظوظنا دون سعيٍ للتفكير بكيفية التحرر.

حَرِّروا العقول لتتحرر الأرض والنفوس.

شارك المقال