عشرة ملايين الكلفة الشهرية لعائلة بلا أولاد!

محمد زهير شومان

القت الأزمة القائمة في لبنان منذ أواخر الـ2019 بظلالها على جميع اللبنانيين من دون استثناء، سُلبت أموال المودعين، اذلّت الناس في طوابير الغاز والبنزين، وقضت على أحلام الشباب. الأكيد أن ما قبل 17 تشرين ليس كما بعده، خاصةً لفئة الشباب، إذ أضحت أبسط احلامهم مستحيلة.

العرس أصبح “لالا لاند”، فاقل عرس يكلف بحدود الـ30 مليون ليرة، وبعد توقف قروض الإسكان، اصبح شراء منزل للزواج وتأسيس عائلة شبه مستحيل، حتى ان استئجار بيت أصبح صعباً، إذ يعادل الإيجار الشهري للشقة بعد تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار راتب شهر للموظف المبتدئ في القطاع الخاص بحد أدنى. وان وجدت الشقة المناسبة للإيجار بمعجزة من المعجزات، يُصدم الشباب بأسعار الأثاث والتجهيزات، إذ اصبح معدل سعر الصالون 20 مليون ليرة، والمكيف 400 دولار “فريش”، حتى ان أصغر الاحتياجات أصبحت أسعارها خيالية.

واذا كان الثنائي محظوظاً واستطاع أن يؤمّن المنزل والأثاث والاحتياجات الأساسية، يُنازع الزوج والزوجة لإنهاء الشهر من دون ان يفلسوا قبل نهايته، فاشتراك الكهرباء اصبح بحدود المليون ليرة للخمسة امبير في اغلب المناطق، وسعر كيلو “لحمة العجل” وصل إلى الـ 200 الف ليرة، والتأمين يعادل 650 الفا شهرياً للدرجة الثانية، ولا يمكننا أن ننسى “تنكة” البنزين التي أصبحت بـ129 الفا والآتي اعظم.

بحسبة بسيطة، يحتاج الثنائي اللبناني الشاب ما يعادل عشرة ملايين ليرة شهرياً على الأقل ليعيشا حياة كريمة، إذا لم ينجبا اطفالاً، و15 مليونا مع ولد واحد. مما لا شك فيه ان احلامنا أصبحت بعيدة المنال في وطننا، وأصبحت الهجرة هاجساً اساسياً من هواجس حياتنا اليومية، وإن لم تكن الهجرة فالفريش دولار بأي طريقة ممكنة.

كل هذا، ولا تزال الطبقة الحاكمة تمعن يومياً بالقضاء على أحلام الشباب اكثر فأكثر.

شارك المقال