راتب الرجل وحده لا يكفي… ووداعاً للعرس!

نور حرفوش
نور حرفوش

اختلفت الحياة في لبنان. أولويات مفقودة وأساسيات أصبحت كماليات. وبغياب الدولة أصبح اللّبناني يكافح وحيداً ليستمر إذا استطاع.

شبابٌ دُمّرت أحلامهم، وتغيّرت خططهم ومنهم من فقد الأمل. حتّى الحبّ أصبح مكلفاً في لبنان، وان أراد الرّجل اللّبناني أن يلعب دور الشّهم والشرقي والكريم فلم يعد بإمكانه.

في سؤالٍ سريع لعدّة شباب ذكور من الفئة العمرية 25-30 سنة، جميعهم اتفقوا على فكرة أن الشّاب اللّبناني لا يستطيع اليوم وحيداً تحمّل تكاليف تأسيس عائلة.

ويقول كرم.د. (27 عاماً) أنّه في السابق كان دوماً يقول إنّه سيترك لزوجته حرية الاختيار اذا أرادت العمل أو لا، فحسب خطته القديمة سيكون قادراً على تأمين مصاريف المنزل وحيداً. لكن اليوم بالنسبة لكرم فقد اختلف الموضوع، فهو كان صريحاً مع شريكته بأنهما ليستطيعا الإقدام على هذه الخطوة فعليهما العمل سوياً، بالطّبع شريكته تفهّمت الموضوع وقبلت فأقدما على الزواج ولم يقوما بحفلة كبيرة بل اقتصر الموضوع على عشاء صغير لعدد محدود من الأشخاص.

بالطّبع معاش الرّجل وحده لا يكفي، فمع انهيار اللّيرة اللّبنانية تراجعت قيمة المعاشات، فحتّى الأشخاص الّذين كانوا يتقاضون بحدود الـ5 ملايين ليرة لبنانية أي تقريباً 3.5 آلاف دولار، أصبح راتبهم يساوي اليوم 250$.

فاذا كان قادراً من قبل على وضع أولاده في أهم المدارس يقف اليوم عاجزاً عن الاستمرار بدفع الأقساط.

ومع تغيُّر الأوضاع الاقتصادية في لبنان بات ملحوظاً تراجع “أعراس الكارنافالات” وإنفاق المال الكثير على العرس، فمنهم من قرر إلغاء العرس واستبدله بعشاء صغير، ومنهم من استبدل نفقات العرس بأدوات كهربائية للمنزل ومنهم من استبدله بعشاء صغير بعدد محدود من المعازيم.

شارك المقال