لم تعد هوايتي السفر!

فراس خدّاج
فراس خدّاج

لا يبدو غريباً عن وطنٍ فقد الإنسان فيه كل مقومات الحياة، أن يكون محروماً من فرصةٍ لممارسة هوايته المفضلة. الهواية الشخصية تعتبر الملاذ الآمن لصحة ووقت الأفراد في المجتمعات الحديثة، إذ تساعد في تلبية حاجات ورغبات النفس البشرية والتخلّص من ضغوط الحياة العمليّة.

وعليه، لم يعد باستطاعة الفئات الشابة في لبنان ممارسة هواياتها المحبّبة نتيجة الظروف الصعبة التي تفرضها الأزمات المتراكمة …فهل حُرِم الشاب اللبناني من “النفس”؟!!

لقد تغير نمط عيش اللبناني بشكل كبير، فقد تحول من رفاهيةٍ ذهبت من بداية العاصفة الاقتصادية، الى عملٍ شاقٍ لا مردود له ولم يعد “ضمانة” لاستمرارية العيش، بل لتأمين لقمة العيش فقط…

الشاب اللبناني نور (٢٤ عاماً) يعمل مدير صالة في أحد المطاعم اللبنانية، فسأله “لبنان الكبير” عن هوايته المفضلة، فأجاب: “هوايتي المفضلة هي السياحة والسفر، أحب السياحة الداخلية في لبنان، والسفر خارج البلاد لزيارة المدن التاريخية الجميلة (عربية واجنبية)، فذلك يشعرني بالسعادة الشديدة.”

لماذا السفر والسياحة؟ رد نور: “حب المعرفة والاستكشاف جعلاني احب التنقل من مكانٍ إلى آخر لأرى المناظر الجميلة والخلابة، واسمع قصصها التاريخية وأشكر الخالق على روعتها”.

كان نور يمارس هوايته أسبوعياً بزيارة الأماكن التاريخية والمناظر الطبيعية في مختلف المناطق اللبنانية. أما في الاجازة الصيفية، فكان يسافر الى بلدٍ جميلٍ مثل تركيا ومصر لرؤية معالمهما التاريخية وآثارهما…

ما هي الظروف التي تمنعك اليوم من ممارسة هوايتك؟ قال نور: “أزمة كورونا غيّرت كل شيء في لبنان وأصبح من الصعب السياحة وحتى السفر خارج البلاد. بعدها جاءت أزمة الدولار التي جعلتنا جميعاً تحت خط الفقر وارتفاع أسعار الڤيزا”.

كيف ترى نفسك في المستقبل؟ ختم نور: “أن أمتلك طائرة خاصة أجول بها العالم، لكنني الآن في لبنان حيثُ الحلم ممنوع. لكنني لن استسلم لهذا الواقع المرير حتى لو تطلّب الامر الهجرة”.

أحلام الشباب اللبناني أصبحت خارج حدود الوطن. البلاد لم تعد تتسع لأفكارهم وطموحهم في ظل التهميش الواضح لهم من السلطة الحاكمة التي ترى من خلال أفكارها التقسيمية والطائفية حلاً للخلاص… فعشتم ومات لبنان!

كلمات البحث
شارك المقال