لعبة الـ”سكرابل” السياسية

غنوة فهد
غنوة فهد

أعادتني مهزلة تشكيل الحكومة إلى طفولتي التي أمضيتها في قريتي الجبلية الكسروانية، حيث كانت المكتبة الحكومية تعدّ أنشطة لشباب القرية ومن ضمنها مباريات في لعبة الـ”سكرابل”. وتقوم لعبة “السكرابل” هذه على تأليف كلمات وتحدٍّ بين المتنافسين وحتّى تبادل “البلاطات” (قطع اللعب) إن كانت بلاطتك غير مفيدة لك. والهدف منها هو الحصول على أكبر عدد من النقاط عبر تأليف كلمات على لوحة تتصل بالكلمات التي ينشئها الآخرون.

تماما كما هي الحال مع حكّامنا اليوم. فالأسلوب الذي اتُّبع في تشكيل الحكومة الجديدة هو عبارة عن مسودة حكومية يتنافس عليها حكّامنا ويتبادلون خلالها البلاطات، ويقصد هنا بالبلاطات: الحقائب الوزاريّة، من حيث العدد ومرجعية التسمية السياسيّة والتنافس على الحقائب كلٌّ بحسب مصلحته. ولا ننسى طبعاً اللّوحة “الطائفيّة” التي يتّم وصل الأسماء اليها كلٌّ بحسب انتمائه الديني.

لكنّ شباب الضيعة آنذاك كانوا يفرحون عند تشكيل الكلمات واللّعب، لكن هل هذه هي حال شباب لبنان اليوم؟ وهل يرى الشباب فسحة أمل في هذه التشكيلة الحكومية؟

طبعاً لا إصلاحات جوهرية

بالنسبة إلى مجد الحكومة أتت في الوقت المناسب: “أصبحنا عالآخر، فبتهدّي الوضع شوي، ويكون في حكومة أحسن من انو ما يكون في”. وأضاف: “ليس هناك فارق بينها وبين الحكومات السابقة لأنها مبنية على محاصصات سياسية كما جرت العادة وللأسف نظامنا هيك ما بتتشكل الحكومة الا بهذه الطريقة”.

أما عن الإصلاحات التي يمكن أن تكون هذه الحكومة ساعية لتحقيقها، فاعتبر مجد أنه “طبعاً لا إصلاحات جوهرية لبناء الدولة وستدير هذه الحكومة الأزمة لتهدئة الوضع حتى موعد الانتخابات”.

“لبنان ما بينكسر”

ويوافق جورج مجد بأن هذه الحكومة مبنية على المحاصصة السياسية: “هذه حكومة سياسيّة بامتياز وأغلبيّة الأطراف يملكون حقيبة فيها، وغير صحيح أن هذه الحكومة بعيدة من الاطراف السياسيين”. وتابع جورج: “يمكن مش حكومة سياسيّة من الصف الأوّل والثاني يمكن صف تاسع وعاشر لكن بالنهاية هي حكومة سياسيّة وكل وزير تابع لفريق معين”.

وعن الإصلاحات، قال: “شخصيا بضل عندي أمل إنّو يرجع يتحسّن الوضع لأنو إذا منقرا تاريخ لبنان عطول بيلوي بس ما بينكسر”.

ربّما شباب لبنان يحاولون إيجاد فسحة أمل لأنفسهم أو رقعة تفاؤل لكي يتمكّنوا من الاستمرار في بلد تقاسم زعماء السوء أشلاءه من دون حسيب ولا رقيب. وربّما يتمنّون أيضا ان ينساهم الزمن في تلك المكتبة الحكوميّة حيث كانوا فرحين فلا هموم تؤرقهم ولا متاعب تثقل كاهلهم.

شارك المقال