سنرجع يوماً

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

بين الأداء الجميل والمرهف للأناشيد الوطنية العربية، في افتتاح مونديال العرب في الدوحة، ثم الطلة المهيوبة الحنونة لفيروز، عاش الواحد منا، نحن اللبنانيين، لحظات تأثر وحنين للبنان الذي كان وليس الذي مثله الرئيس ميشال عون مع كبار الضيوف من الدول المشاركة.

شدت فيروزتنا بـ”سنرجع يوماً”، فذكّرت الحضور والمشاهدين العرب بالبلد الذي شبّهه البعض بـ”سويسرا الشرق” ولو من باب عنصرية ثقافية نوعاً ما، لكنه مثّل لكثيرين، رأوه من بعيد، حالة كيانية مميزة بين عربية غائمة وفرنكوفونية مشتهاة، بهجين تاريخ ارجواني ذي نكهة فينيقية.

المشهد أنسانا للحظات صورة فخامة الرئيس “الغائب ذهنياً” في المقابلة التلفزيونية مع محطة “الجزيرة”… كانت صورة غير مستحبة أبداً لـ”رئيس الجمهورية اللبنانية” تختلط عليه الأحداث والتواريخ… صورة غير مستحبة لرجل بلغ من العمر عتيا، أثقلته السنون، لا طاقة له على القيام بالحد الأدنى مما هو مطلوب منه، لكنه يكابر على عجزه ليوهم نفسه قبل الآخرين بأنه يطمح الى تمديد المجد الذي بلغه أصلاً على كبر.

وإذ فاض بنا الحنين الى مكان وزمان “سنرجع يوماً” اليهما، فإن أسى واقعنا في “جمهورية جهنم” زاد أضعافا. فأي مقارنة بين هذا الواقع وبين أي ماض لنا، بعيد أم قريب، من شأنها أن تزيد وجعنا ومأساتنا.

كيف وصلنا الى هنا؟ مَن أوصلنا الى هنا؟ سؤالان فقدا الكثير من جدواهما إذ الاجابتان واضحتان، ورأينا صورتهما على شاشة “الجزيرة”.

السؤال الأهم: كيف الخروج من جهنم، وفخامته ذاته ينذرنا بين الحين والآخر بالتمديد له فراغاً أو لصهره المصون حضوراً؟

فهل “سنرجع يوماً” الى لبنان الحلو بديموقراطيته الملتبسة طائفياً (أو طوائفياً) بدستوره “الطائفي” (من الطائف)؟ أم الى لبنان الشهابي؟ أم لبنان الميثاق؟

فلنرجع الى أي زمان، المهم أن نغادر جهنم هذه…

فيا قلب كم شرّدتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا… سنرجع يوماً ربما الى “لبنان فيروز”.

شارك المقال