الفتنة النقّالة يفضحها صغير ممثلي إيران

رامي عيتاني

حيث أنّ الهيمنة لا تلزمها زلّة لسان، بل كلّ الكلام بات واضحاً مقصوداً وهادفاً لبسط الأعراف والتقاليد بهدف إضعاف الموقف السنيّ الجامع المؤمن بالشراكة في الجمهوريّة التي تشكّل الحماية لكلّ اللبنانيين، لكنّ السفير الإيرانيّ أبى إلّا أن يكون له رأي آخر، هو يكمل ما بدأه أسلافه في “تمكين” بعض الشيعة الفارسيّة للسيطرة على العاصمة طوراً بالإشادة بـ”اليوم المجيد” وتارة بالانفلاش السكّانيّ المقصود ديموغرافيّاً، ودائماً الاستقواء بالسلاح الموجّه، في معظم مراحله، إلى صدور أهل السنّة من اليمن إلى لبنان مرورأً بالعراق وسوريا… آلة عسكريّة بامتياز تتوزّع في كلّ مكان لقمع أيّ كان برعاية إيرانيّة وإتقان هادف لبسط الجمهوريّة الإيرانيّة في منطقة الشرق الأوسط، جمهوريّة ترفع بتقيّة نادرة شعار فلسطين واسترداد الحقوق، فيما العين والهدف والأساس يطبخ لإقامة المجتمعات المؤمنة على الطريقة الفارسيّة والشرع الخاصّ بها .

أمس لم تكن زلّة لسان على أبواب الصرح في دار الإفتاء، السفير الإيراني قالها بوضوح: مفتي أهل السنّة… وكأنّه يرفض الاعتراف بمفتي الجمهوريّة، أو أنّه مطلوب منه تنفيذ أمر عمليّات في لحظة لا نعتقد أنّها مناسبة داخليّاً ولا خارجيّاً، هو يعلم أو لا يعلم أنّ دار الإفتاء هي إحدى القلاع التي أسّست لبنان الكبير مع شركائها في الوطن… وهو يعلم أو يتغابى عن العلم بأنّ دار الفتوى قد دافعت عن حقّ الطائفة الشيعيّة العريقة بمشاركة الحكم في لبنان، وبالتالي لم يكن مطلوباً من الممثّل الضعيف قبل زيارته سيّد الدار – وهذا شرف له ولجمهوريّته – سوى العودة إلى تفاصيل مؤتمر دار الفتوى الخاصّ بدعم حركة المحرومين أيّام المفتي الشهيد حسن خالد، ولم يكن أصلاً ليسيء الى نفسه والى مرجعيّته لو كلّف نفسه قليلاً وسأل الرئيس نبيه برّي الشاهد الأوّل على هذا المؤتمر، كذلك الحال لو عرف جيّداً الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر فرّج الله أسره.

قد يعتذر السفير، وقد يسارع الأتباع، في الداخل، إلى لملمة هذا الكلام المهين بحقّ المسلمين اللبنانيّين؛ لكنّ عبارات السفير الإيرانيّ فضحت المضمر والمضمور، وما يخطّط له لهذا البلد المتعدّد الذي تحوّل إلى جهنّم من خلال هذه الاستراتيجيّة الموضوعة بقوّة السلاح، ومن خلال تيار برتقاليّ استسلم وسلّم كلّ القيم مقابل كرسيّ الرئاسة في بعبدا… حقًّاً إنّه فعل شيطانيّ لا يمارسه سوى المشعوذين في المفهوم الميثاقيّ، شراكة بين “فجع” التابع وجشع الحزب المتبوع الذي يلاعب “الأولاد” في هذا التيّار العونيّ.

لكن يبقى السؤال والأمل في شيعة جبل عامل إخوتنا، أصحابنا، أحبابنا؛ حيث استولت حفنة من أصحاب المغامرات على القرار الشيعيّ، رحم الله الإمام محمّد شمس الدين والعالم السيّد محمّد حسين فضل الله.

أمّا أبو مصطفى فلا شكّ في أنّ في فمه ماء، تعطّل دوره الميثاقيّ أو عطّلوه؛ فلم يبقَ أمامه سوى الهتافات المذهبيّة التي لا يقدر عليها: شيعة شيعة… وكأنّهم يريدون ترهيب الشركاء في الوطن بالمذهب الكريم.

كلام صريح ربّما؛ لكنّه يبقى في إطاره التحذيريّ، فلا يظنّنّ أحد أنّ أهل السنّة موافقون راضون، اِحذروا من غضب الناس!.

هل تذكرون قمّة عرمون؟ هل تذكرون الملعب البلديّ واللباس الأبيض الموحّد… حينذاك، لن تنفع الصواريخ الذكيّة ولا المئة ألف مقاتل، فحذارِ من أنياب الليث إن ظهرت وهو لا يبتسم.

شارك المقال