من قلب الامارات… شام تبهر العرب

حسين زياد منصور

إثر فوزها بلقب بطلة “تحدي القراءة العربي”، الذي تنظمه “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم” في دبي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالطفلة السورية شام البكور.

ففي موسمه السادس برعاية وحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فازت شام باللقب في أول مشاركة لسوريا في المسابقة العربية. وشهدت هذه الدورة مشاركة 22.27 مليون طالب وطالبة من 44 دولة مما جعلها الدورة الأكبر للتحدي لناحية المشاركين منذ انطلاقتها. وعلى مسرح دار الأوبرا تنافست شام على اللقب مع 18 مشاركاً يمثلون 18 دولة عربية.

ومن بين 61 ألف طفل وطفلة كانت شام قد حصدت في تموز الماضي لقب بطلة سوريا بتحدي القراءة العربي مما زاد الاهتمام الكبير بها لصغر سنها.

شام البالغة من العمر سبعة أعوام، من مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، قتل والدها عندما كانت رضيعة، وبحسب ما كشف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بقصف للنظام السوري والجيش الروسي على مطاحن الذاكري بالقرب من خان طومان حيث كان يعمل أواخر العام 2015، لكن وسائل الاعلام السورية الرسمية زعمت أنه قتل إثر “انفجار إرهابي”، في حين نجت شام من الموت بأعجوبة بعدما أصابت شظايا رأسها خلال الحادث.

وشام التي قرأت ما يقارب 70 كتاباً، لفتت الأنظار إليها بعد أن ظهرت في عدد من الفيديوهات واللقاءات وهي تتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة متميزة، اذ أنها تهوى القراءة وتطمح الى أن تحقق مزيداً من التفوق الدراسي في المستقبل وتحلم بأن تصبح طبيبة ناجحة.

ومسابقة “تحدي القراءة العربي” انطلقت قبل 6 أعوام، بهدف بناء جيل متمكن في القراءة والمعرفة وتعزيز مكانة اللغة العربية كلغة للعلوم والآداب والإنتاج المعرفي. وكشرط أولي لدخول المنافسة قراءة 50 كتاباً، ويتم اختيار المتأهلين إلى المرحلة النهائية من التحدي وفق معايير محددة عقب تصفيات تأهيلية إلكترونية متكاملة نفذتها لجان تحكيم “تحدي القراءة العربي” المتمرسة.

ويهدف التحدي إلى ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية وتحبيب الشباب العربي بلغته والتشجيع على استخدامها في حياته اليومية، ويستهدف طلبة المدارس من الصف الأول ابتدائي وحتى الصف الثاني عشر.

تميزت هذه التصفيات بتنوع التحديات الثقافية والمعرفية بمشاركة عدد كبير من الطلاب والمدارس والمشرفين الذين ساعدوا الطلاب على إتقان قدرات المطالعة وتلخيص الكتب.

وكما باقي الدورات الماضية، كان الاعتماد على التكنولوجيا والحلول الرقمية الذكية ونظام الدراسة والمشاركة عن بُعد، اذ وفرت آليات تلخيص الكتب والمواد القرائية للطلبة ورقياً ورقمياً وهذه الاستراتيجية اعتمد عليها في الأعوام الماضية بسبب تبعات جائحة “كوفيد 19”.

وشهد الحفل مشاركة 2000 من نجوم التحدي وكبار الشخصيات والتربويين والمثقفين وأولياء الأمور والطلبة المتميزين الذين وصلوا إلى النهائيات على مستوى الدول العربية والجاليات.

شارك المقال